آخر الأخبار

100 قتيل ومتمردو الكونغو يسيطرون على مطار غوما

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

سيطر متمردو "حركة إم 23" المدعومة من رواندا على مطار مدينة غوما المحاصرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية أمس الثلاثاء التي صارت على وشك السقوط بعد توجيه ضربة قوية للقوات الكونغولية هناك. وأسفرت المعارك في غوما أكبر مدينة في شرق البلاد على مدى الثلاثة أيام الأخيرة عن مقتل أكثر من 100 قتيل ونحو ألف جريح وفقا لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى تقارير المستشفيات.

وأكد طبيب اتصلت به وكالة الصحافة الفرنسية، بعد المعارك التي اندلعت في الأيام الأخيرة بين الجيش الكونغولي وحركة إم 23 المتمردة مدعومة بالقوات الرواندية، أن "العديد من الجثث لا تزال في المدينة، ويجب انتشالها في أسرع وقت ممكن".

وأصبحت مدينة غوما ساحة قتال منذ دخل مقاتلو حركة إم 23 المسلحة التي يقودها التوتسي والقوات الرواندية وسط غوما مساء الأحد بعد تقدّم دام أسابيع عبر المنطقة.

وأسفر القتال العنيف إلى انتشار الجثث في الشوارع وسط اكتظاظ المستشفيات بالمصابين في غوما وهي مدينة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة وكانت تضم نحو 700 ألف نازح داخلي قبل الاشتباكات الأخيرة، وتقع على ضفاف بحيرة كيفو على الحدود مع رواندا.

ولم يتضح أي أجزاء من غوما هي تحت سيطرة القوات الكونغولية أو حركة إم 23 والتي أعلنت أنها سيطرت على المدينة مساء الأحد. لكنّ عدة مصادر دبلوماسية وأمنية أكدت لوكالتي رويترز والصحافة الفرنسية أن متمردي حركة إم 23 سيطروا بشكل كامل على المطار، مما قد يؤدي إلى قطع الطريق الرئيسي لوصول المساعدات إلى مئات الآلاف من النازحين.

إعلان

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن أكثر من 1200 جندي كونغولي استسلموا وهم يتمركزون في قاعدة مطار تابع لبعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية.

وقال سكان ومصادر بالأمم المتحدة لوكالة رويترز إن العشرات من جنود الكونغو الديمقراطية استسلموا لكن بعض الجنود وأفراد الفصائل المسلحة الموالية للحكومة ما زالوا صامدين.

وأشار سكان في عدة أحياء إلى أنهم سمعوا دوي إطلاق نار من أسلحة صغيرة وبعض الانفجارات القوية أمس الثلاثاء.

ويمثل الهجوم الخاطف تصعيدا كبيرا في شرق الكونغو الديمقراطية الغني بالمعادن، والذي نهشته سنوات طويلة من القتال بين الجماعات المسلحة المدعومة من جهات إقليمية متنازعة منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

تحذير من هجمات عرقية

كما تسبب الهجوم الأخير في أزمة إنسانية متصاعدة، إذ حذرت الأمم المتحدة من اضطرار مئات الآلاف إلى ترك منازلهم، ونقص خطير في الغذاء، ونهب للمساعدات، وإرهاق المستشفيات وانتشار الأمراض في غوما وحولها.

وحذّرت مسؤولة في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) الثلاثاء من مخاطر هجمات على أسس "عرقيّة" في شرق البلاد الذي يشهد معارك.

وقالت فيفان فان دي بير معتمرة خوذة زرقاء ومرتدية سترة مضادة للرصاص في مداخلة من الكونغو الديمقراطية عبر الفيديو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن مخاطر وقوع "هجمات على أسس عرقيّة في منطقة ذات تاريخ شديد الحساسية يجب أن تؤخذ على محمل الجد".

وأشارت إلى أنه "في الأيام الأربعة الأخيرة، وثّق مكتب حقوق الإنسان (التابع للأمم المتحدة) حالة إعدام واحدة على الأقل خارج نطاق القانون على أساس عرقي في موقع (للنازحين) في غوما".

وغوما مركز رئيسي للنازحين بسبب القتال في أماكن أخرى في شرق الكونغو ولمنظمات الإغاثة التي تسعى لمساعدتهم. وأدى القتال إلى نزوح الآلاف من المدينة بما في ذلك بعض الذين لجؤوا إليها في الآونة الأخيرة للفرار من هجوم شنته حركة إم 23 منذ بداية العام.

إعلان

وعلى الجانب الآخر من الحدود في رواندا، كانت الشاحنات تفرغ أعدادا كبيرة من الفارين من غوما مع أطفالهم.

وتقول حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إن هناك قوات من رواندا موجودة في غوما، لدعم حليفتها حركة إم 23. بينما تشير رواندا إلى أنها تدافع عن نفسها في مواجهة خطر فصائل مسلحة من الكونغو، من دون التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت قواتها قد عبرت الحدود.

مهاجمة سفارات

على الجانب الآخر من البلاد التي تعادل مساحتها تقريبا مساحة أوروبا الغربية، هاجم المتظاهرون في العاصمة كينشاسا سفارات دول عدة.

وفي حين ندّدت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالهجمات ضد السفارات في كينشاسا ووصفتها بأنها "مقلقة للغاية" و"غير مقبولة"، حضّت الولايات المتحدة الثلاثاء رعاياها على "مغادرة الكونغو الديمقراطية، لافتة إلى أن "الرحلات التجارية من مطار إندجيلي في كينشاسا ما زالت متاحة".

وكانت رواندا وفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وكينيا وأوغندا وجنوب أفريقيا من بين الدول التي هاجم متظاهرون سفاراتها وأشعلوا الإطارات أمامها.

وندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بما وصفه بالهجمات "غير المقبولة" على سفارة فرنسا في كينشاسا.

كما دانت وزارة الخارجية الكينية الهجوم على سفارتها من قبل "حشد من المشاغبين".

ورددت حشود غاضبة شعارات معادية لرواندا وهاجموا سفارات عدة دول تعد مؤيدة لها، وأشعلوا النيران في إطارات ومبان. في حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وتخشى الأمم المتحدة والقوى العالمية من أن يتطور هذا الصراع إلى حرب أوسع في المنطقة شبيهة بتلك التي اندلعت في الفترة من 1996 إلى 1997 ومن 1998 إلى 2003 والتي أودت بحياة الملايين معظمهم بسبب الجوع والمرض.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا