في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
بعد 11 يومًا من انقطاع التيار الكهربائي، تحولت أم درمان، إحدى أكبر مدن السودان، إلى ساحة احتفالات غير متوقعة ليلة الأربعاء.
الألعاب النارية أضاءت السماء، الزغاريد صدحت من المنازل، وأصوات ضحكات الأطفال ملأت الشوارع، في مشهد نادر من الفرح وسط واقع معقد من الحرب والمعاناة.
عودة الكهرباء لم تكن مجرد إعادة تشغيل شبكة طاقة، بل لحظة انتصار رمزية لسكان أم درمان على الظلام الذي خيم عليهم لأيام طويلة.
وقال أحمد وهو شاب عشريني لـ"العربية.نت": "كانت الأيام الماضية كابوسًا حقيقيًا... لحظة عودة النور شعرت وكأننا نبدأ من جديد".
السودان، الغارق في نزاع داخلي مرير، شهد خلال الأسابيع الماضية استهدافًا ممنهجًا للبنية التحتية للكهرباء من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى انقطاعات مطولة في مدن عدة مثل مروي، كوستي، ودنقلا. ومع عودة الكهرباء إلى أم درمان، جاءت الاحتفالات العفوية كاستجابة جماعية للتغلب على هذا الظرف الصعب.
"كان كما لو أن العيد جاء مبكرًا"، هكذا قالت صفية، أم لخمسة أطفال من ضاحية الثورة بأم درمان لـ"العربية.نت". بينما وصف عمر، صاحب متجر في شارع الوادي بأم درمان المشهد بقوله: "المدينة بأكملها بدت وكأنها عادت للحياة. لحظة النور كانت لحظة الأمل".
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت التعليقات على حسابات السودانيين، التي توثق هذه الليلة الفريدة. أحدهم كتب: "الفرح في أم درمان هو درس للعالم بأن الأمل يمكن أن ينبع من أبسط الأشياء".
بالنسبة للسودانيين، الاحتفال بعودة الكهرباء يحمل معاني تتجاوز الحدث نفسه. إنها لحظة لتأكيد قدرتهم على خلق الفرح في أصعب الظروف، وتذكير بأن الحياة تستمر حتى وسط الحرب. كما تقول شريفة، وهي أم لأربعة أطفال وتسكن بحي الواحة بأم درمان : "نحن نعرف كيف نصنع الفرح حتى من العدم. هذه اللحظة كانت هدية وسط العتمة".
رغم فرحة اللحظة، يبقى السؤال: إلى متى يمكن للسودانيين الاحتفال بانتصارات صغيرة بينما الحرب مستمرة في استنزاف حياتهم؟ في أم درمان، على الأقل لليلة واحدة، كان النور أقوى من الظلام.