تسببت حرب غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية في جميع أنحاء غزة.
وقُتل أكثر من 46 ألف فلسطيني خلال العمل العسكري الإسرائيلي، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، ودُمرت الكثير من البنية التحتية في جميع أنحاء القطاع بسبب الغارات الجوية. بينما أدى هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.
وأعلن الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن طواقم الجهاز تمكنت من انتشال رفات 153 شخصاً منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في القطاع مطلع الأسبوع الجاري.
وقال بصل إن محافظة الشمال تحولت إلى "مقبرة جماعية"، لافتاً إلى أن عملية انتشال الجثامين من تحت الركام مهمة شبه مستحيلة دون دخول معدات ثقيلة.
تظهر الصورة التالية، وتحققت منها بي بي سي حيّاً في جباليا قبل الحرب الأخيرة، وبعدها.
كان الأكاديميان كوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دين هوك من جامعة ولاية أوريجون، يدرسان مدى الدمار الذي لحق بغزة استناداً إلى صور الأقمار الصناعية. وفي أحدث تحليل لهما حتى الحادي عشر من يناير/كانون الثاني، قدرا أن 59.8 في المئة من المباني في قطاع غزة تضررت أو دمرت منذ بداية الحرب.
وتوضح الخريطة أدناه الأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية منذ بداية الحرب. وتركزت غالبية الغارات الإسرائيلية في المناطق الحضرية، كما تعرضت بعض البنية الأساسية للقصف عدة مرات.
وفي الصورة أدناه تفاصيل أكثر لحجم الدمار المتزايد في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وبلغ حجم الحطام الناتج عن حرب غزة التي استمرت 15 شهراً منذ 2023، ما يعادل 17 ضعف إجمالي حطام جميع الحروب بين إسرائيل وقطاع غزة منذ عام 2008.
وتقول بيانات صادرة عن منظمات دولية إنه في عام 2024 بلغ حجم الحطام في القطاع نحو 51 مليون طن، وقد تستغرق عملية إزالة جميع الأنقاض نحو 21 عاماً.
نزح 90 في المئة من سكان غزة في الحرب الأخيرة، وبلغ عدد النازحين مليون و900 ألف مع نهايتها.
تُظهر الخريطة أدناه المناطق الخاضعة لإخطارات الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب الأخيرة، وتغطي غالبية القطاع.
وأظهرت التحليلات الأخيرة أن حوالي 90 في المئة من شمال غزة كانت خاضعة لإخطارات الإخلاء بين أكتوبر/تشرين الأول، وأواخر نوفمبر/تشرين الثاني. حيث نفذت إسرائيل عمليات كبيرة في الشمال.
توقعت الأمم المتحدة أن يواجه 91 في المئة من مواطني قطاع غزة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ومن بين التحديات الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية. ففي سبتمبر/أيلول، قالت الأمم المتحدة إن 67.6 في المئة من الأراضي الزراعية تضررت بسبب القصف وآثار المركبات وغيرها من "الضغوط المرتبطة بالصراع".
وكان هناك انخفاض كبير في كمية المساعدات التي تصل إلى غزة في الأشهر الأخيرة، وفقاً للأرقام التي جمعتها الأمم المتحدة.
وقبل الحرب، كان متوسط عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات التي تدخل غزة يومياً، 500 شاحنة. ثم انخفض هذا الرقم أكتوبر/تشرين الأول 2023 ولم يتعاف بعد.