آخر الأخبار

تصعيد تركي بالشمال السوري.. معالم جديدة للصراع المحتدم

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تواصل الاشتباكات بين قوات قسد وفصائل موالية لتركيا

شهد الشمال السوري تصعيدا عسكريا خطيرا ينذر بتحولات استراتيجية في المنطقة، حيث ألقت تركيا بثقلها العسكري في المواجهات الدائرة، مستخدمة المدفعية والطائرات المسيّرة لدعم الفصائل المسلحة الموالية لها، التي تُعرف بـ"الجيش الوطني السوري"، في مواجهتها مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة.

تتركز الاشتباكات حاليا في ريف منبج بمحافظة حلب، بالإضافة إلى محيط سد تشرين وجسر قرقزاق. وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الدكتور صالح المعايطة خلال حديثه لـ"على الخريطة" على سكاي نيوز عربية أن "تركيا تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية واضحة تشمل إنشاء منطقة عازلة وإبعاد خطر قوات قسد عن حدودها الجنوبية، خاصة مع المخاوف من ارتباط جغرافي بين قسد وحزب العمال الكردستاني المصنَّف إرهابيًا من قبل أنقرة".

وأشار اللواء المعايطة إلى أن تركيا تسعى لإنشاء ما يسمى بـ"مناطق الإيواء" لإعادة توطين اللاجئين السوريين، وهو هدف يتداخل مع أبعاد اقتصادية وسياسية تسعى أنقرة لتحقيقها. كما أن السيطرة على مناطق شرق نهر الفرات تمثل خطوة استراتيجية لقطع التواصل بين قسد والمناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني داخل تركيا.

وقال المعايطة: "تركيا تعمل على توسيع نفوذها الجغرافي من خلال تعزيزات عسكرية ضخمة، تمتد من إعزاز وعفرين وإدلب إلى عين العرب كوباني، وصولاً إلى مناطق جديدة جنوبًا باتجاه الرقة. هذه التحركات تهدف إلى تعزيز أوراق الضغط التركية في المفاوضات الدولية".

تحركات قسد وأهدافها

من الجهة المقابلة، تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى استعادة مناطق استراتيجيتها غربي الفرات، حيث ركزت هجماتها في اتجاهين: شمالا عبر جسر قرقزاق وجنوبا باتجاه مدينة منبج. وتستخدم قسد تكتيكات متقدمة تشمل استهداف الرادارات وأنظمة التشويش التركية لإبطاء تقدم الفصائل المدعومة من أنقرة.

كما أوضح المعايطة أن "قسد تمتلك أوراق ضغط مهمة، أبرزها السيطرة على أكبر حقول النفط في سوريا، مثل حقل العمر وحقل السويدية، بالإضافة إلى إدارة أكثر من 20 سجنا تضم آلاف من عناصر داعش، مما يجعلها لاعبا رئيسيا في أي تسوية سياسية".

معضلات دولية وإقليمية

المشهد في الشمال السوري لا يقتصر على صراع محلي، بل يشكل نقطة محورية في رسم مستقبل سوريا والمنطقة. وأوضح اللواء المعايطة أن "الدعم الأميركي لقسد يهدف إلى تحقيق توازن بين مواجهة تنظيم داعش من جهة، واحتواء النفوذ التركي المتزايد في المنطقة من جهة أخرى".

وأضاف: "تركيا تمتلك أوراق ضغط قوية، تشمل الحدود الطويلة مع سوريا، بالإضافة إلى دعمها لفصائل المعارضة المسلحة، مما يجعلها في موقع تفاوضي أقوى مقارنة بروسيا وإيران".

تصعيد المواجهات في الشمال السوري يعكس تعقيد المشهد الإقليمي والدولي، حيث تتقاطع مصالح الدول الكبرى والإقليمية مع الأهداف المحلية للأطراف المتصارعة. المشهد مفتوح على كافة الاحتمالات، بين استمرار التصعيد العسكري أو التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا