يحذّر بعض خبراء الصحة من الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي كبديل للأطباء النفسيين، ويشددون على خطورة هذه الممارسات التي تؤدي إلى عواقب جسيمة.
وحول الموضوع قالت الدكتورة يكاتيرينا أورلوفا، نائبة مدير معهد علم النفس السريري والعمل الاجتماعي بجامعة بيروغوفسكي لصحيفة"غازيتا.رو" الروسية:"أصبح بعض الأطباء يعتمدون على مساعدات الذكاء الاصطناعي لمعاينة وتحليل حالات الناس الذين يعانون من مشكلات نفسية، وهذا الأمر قد تكون له عواقب جسيمة".
ومن أهم النقاط التي حذّرت منها الطبيبة هو انتهاك خصوصية بيانات المرضى وقالت:"المشاعر العميقة والمخاوف والمواقف الصادمة التي يبوح بها الشخص لخوارزميات الذكاء الاصطناعي قد تنتهي في أيدي جهات ضارة أو حتى شركات غير نزيهة. وحتى المعلومات المجهولة المصدر قابلة أحيانا لإعادة التعرف على هوية صاحبها، لتصبح أداة للتلاعب بالناس".
وأضافت: "الذكاء الاصطناعي لا يستطيع تقديم مساعدة نفسية مؤهلة لأنه عاجز عن تقييم الإشارات غير اللفظية. إنه لا يشعر ولا يتعاطف حقا مع الشخص، وبالتالي لا يلتقط أدق تفاصيل المشاعر الإنسانية. ماذا لو فشل الذكاء الاصطناعي في لحظات الضعف العاطفي الحرجة للمستخدم في التعرف على يأس المريض، أو - والأسوأ - قدّم نصيحة خطيرة؟ من سيكون مسؤولا عن العواقب؟"
وحذّرت الطبيبة أيضا من أن الخوارزميات المضمنة في الذكاء الاصطناعي ليست خالية من التحيز - فهي تتعلم من البيانات التي أنشأها البشر، وبالتالي قد تعيد إنتاج الصور النمطية دون وعي، مما يؤدي إلى التمييز ضد فئات معينة من الأشخاص أو ضد الحالات النفسية المضطربة.
ونوهت أورلوفا إلى أنه "هناك خطر آخر يتمثل في خلق وهم لاستبدال الطبيب النفسي بالذكاء الاصطناعي، إذ قد يبدأ البعض في تصور الذكاء الاصطناعي كحل سحري، مما يجعله يؤجل زيارة أخصائي حقيقي حتى في الحالات النفسية الخطيرة.
المصدر: mail.ru