آخر الأخبار

خطر غير مرئي يحيط بنا يجعل أنفاسنا "قنبلة موقوتة" تهدد صحتنا!

شارك

كشفت دراسة حديثة عن تزايد انتشار الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية في الهواء، خاصة في المدن والمناطق الصناعية، محذرة من مخاطرها الصحية التي تصل إلى التسبب في أمراض مزمنة.

Gettyimages.ru

وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Ecotoxicology and Environmental Safety أن هذه الجسيمات غير المرئية تنتشر في الهواء نتيجة تحلل النفايات البلاستيكية الكبيرة، كما تنتج عن أنشطة يومية، مثل غسل الملابس الصناعية وتآكل إطارات السيارات.

والمفارقة أن تركيز هذه الجسيمات داخل المنازل والمباني قد يكون أعلى منه في الهواء الطلق، بسبب انتشار الأثاث والسجاد والأدوات البلاستيكية في الأماكن المغلقة.

وتكمن الخطورة في قدرة هذه الجسيمات على اختراق الجهاز التنفسي وصولا إلى الرئتين، بل قد تتجاوزها إلى مجرى الدم وأعضاء أخرى.

وقد كشفت دراسات حديثة عن وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان وأنسجة الرئة واللويحات الوعائية.

وربطت دراسات سابقة بين هذه الجسيمات وزيادة الالتهابات واضطرابات في وظائف الخلايا، كما تم اكتشافها في أنسجة رئة بشرية وفي ترسبات الشرايين، مما يثير تساؤلات حول دورها في أمراض القلب والجهاز التنفسي.

وتنشأ الجسيمات البلاستيكية الدقيقة (أقل من 5 مم) والنانوية (أقل من 1 ميكرومتر) من تحلل العناصر البلاستيكية الأكبر حجما، وتوجد عادة في المناطق الحضرية والصناعية. ويمكن استنشاق هذه الجسيمات أو ابتلاعها أو امتصاصها عبر الجلد، ما يساهم في الإجهاد التأكسدي والالتهابات وتطور الأمراض المزمنة، بما في ذلك اضطرابات القلب والأوعية الدموية.

ويقدر أن الشخص العادي يستنشق نحو 69 ألف جسيم بلاستيكي سنويا، مع دور مهيمن للتعرض الداخلي. وتشير المراجعة إلى أن هذا التقدير يعتمد على استنشاق نحو 190 جسيما بلاستيكيا دقيقا يوميا لكل شخص.

وتعد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية القائمة على البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) مثيرة للقلق بشكل خاص بسبب قدرتها على امتصاص الملوثات الأخرى، مثل ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت.

ويمكن لهذه الملوثات أن تعزز سمية الجسيمات البلاستيكية العالقة وثباتها البيئي، ما يجعلها ليست ملوثات منفردة فحسب، بل أيضا ناقلات فعالة لمواد ضارة أخرى.

ويواجه العلماء تحديات في رصد هذه الجسيمات بسبب صغر حجمها، رغم تطور تقنيات الكشف. وتتطلب المواجهة حلولاً متكاملة تشمل تقليل استخدام البلاستيك وتحسين أنظمة الترشيح، بالإضافة إلى تطوير طرق علمية متقدمة للتخلص منها.

ويؤكد الخبراء على أهمية التوعية المجتمعية والتشريعات الصارمة للحد من هذه المشكلة، مع الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم تأثيراتها الصحية، خاصة على الأطفال والحوامل.

المصدر: نيوز ميديكال

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار