قررت الحكومة البريطانية برئاسة كير ستارمر تخفيف وطأة ضريبة الميراث على الممتلكات الزراعية بعد احتجاجات واسعة من المزارعين قاد خلالها بعضهم جراراتهم إلى لندن تنديدا بالضريبة.
وأفادت صحيفة "تليغراف" البريطانية أمس الثلاثاء، أن الحكومة قررت رفع الحد الأدنى لتطبيق ضريبة الميراث على المزارعين إلى 2.5 مليون جنيه إسترليني (3.38 ملايين دولار)، بعد أن كان مليون جنيه إسترليني فقط في المقترح الأصلي الذي تقدمت به الحكومة للبرلمان شهر أبريل/نيسان الجاري.
ووفق هذا التعديل فإن الأزواج والشركاء، الذين يمتلكون معًا أرضًا زراعية أو منازل تتجاوز قيمتها 5 ملايين جنيه إسترليني (6.75 ملايين دولار)، لن يدفعوا ضرائب عنها، إذ لا تزيد حصة كل منهم في الملكية عن الحد الأدنى لتطبيق الضريبة، وهو 2.5 مليون جنيه إسترليني.
وأوضحت وزيرة البيئة البريطانية إيما رينولدز سبب التعديل: "من الصحيح أن تساهم العقارات الأكبر حجمًا بشكل أكبر"، مؤكدة دعم الحكومة للمزارعين "لدورهم الأساسي في الأمن الغذائي وإدارة البيئة".
يأتي التعديل في ضريبة الميراث بعد أن أوضح ستارمر، خلال جلسة للبرلمان في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري أنه على علم أن بعض المزارعين يفكرون في الانتحار قبل بدء تنفيذ التعديلات على قانون الميراث.
ووجهت لجنة مختصة ببحث تعديلات القوانين في البرلمان سؤالا لستارمر بشأن علمه بوجود مزارعين يعانون من أمراض منهية للحياة، فكروا في الانتحار ليتجنبوا التعديلات في قانون الميراث، فأجاب ستارمر بأنه "أجرى نقاشات مع بعض الأفراد الذين لفتوا نظره لمختلف الجوانب المتعلقة بالأمر".
من جانبه أشاد غافين لين، رئيس جمعية الأراضي والأعمال الريفية في بريطانيا بالتعديلات التي أدخلتها الحكومة على قواعد الميراث الخاصة بالمزارعين، وفق ما نقلت صحيفة "تليغراف".
وأكد لين أن التعديلات خلفت "ارتياحا كبيرا" بين آلاف المزارعين الذين كانوا يواجهون خطر إغلاق مزارعهم بسبب الضرائب.
غير أن لين أوضح أن هذه التعديلات تخفف من حدة المشكلة، لكن لا تلغيها تماما، في وقت يواجه فيه المزارعون الذين يمتلكون مساحات أكبر من الأراضي الزراعية ضغوطا إضافية لدفع المزيد من الضرائب، مما سيخفض من هامش الأرباح التي يحققونها.
بدوره أشاد توم برادشو، رئيس الاتحاد القومي للمزارعين في بريطانيا، بالتعديلات في قانون الميراث على الممتلكات الزراعية، وأكد أنه عقد لقاءات هامة ومثمرة مع ستارمر ووزيرة البيئة إيما رينولدز، وأنه في النهاية "انتصر المنطق السليم".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة