آخر الأخبار

ما سر إقبال كبار السن على القنب؟

شارك
رغم استعمالاته الطبية، إلا أن للقنب مخاطر، فلمكون THC تأثير نفسي، خاصة عند تناول جرعات عاليةصورة من: Production_24K/Pond5 Images/IMAGO

كان أولريش إينرت نجارا ماهرا على مدى سنوات طويلة من حياته، لكن صحته اليوم بالكاد تساعده على الاعتناء بحديقة منزله. لقد سبب له عمله آلاما في الورك والظهر.

لفترة طويلة، عالج الألم بالحبوب والمسكنات ، لكنها لم تعد تُجدِ نفعا. لكن ابنه نصحه قائلا: "لم لا تجرب القنب؟". لم يحتج إينرت للكثير من الإقناع، وقال: "عندما تشعر بهذا النوع من الألم، تجرب أي شيء"، حسب ما نقلته صحيفة تاغس شبيغل الألمانية.

عبر إينرت عن صدمته من النتائج، وقال: "تسترخي العضلات، وتلاحظ ذلك بوضوح، ثم يخف الألم حتى يختفي تماما، إنه أمر جيد، يمكنك التحرك بشكل طبيعي مرة أخرى، والعمل في حديقتك، والقيام بجميع أعمالك".

لماذا يختار الكثيرون العلاج الذاتي بالقنب؟

لا يملك إينرت وصفة طبية للعلاج بالقنب الطبي، وسيكون من الصعب عليه الحصول عليها.

تقول ليليت فلوثر، طبيبة التخدير في مستشفى هاله الجامعي والخبيرة في علاج الألم التي عالجت المرضى بالقنب والأدوية التي تحتوي عليه، مثل الدرونابينول، لسنوات عديدة، "إنه قبل أن يصف الطبيب المختص القنب، يجب استنفاد جميع الخيارات الأخرى. إذا رأت أن استخدام هذه الأدوية مناسب، فعليها تقديم مبررات قوية لشركات التأمين الصحي".

ويعود سبب هذه اللوائح الصارمة إلى ندرة التجارب السريرية والبيانات المتعلقة بآثار القنب ومخاطره، على الرغم من أن استخدام القنب في الطب مسموح به قانونيًا في ألمانيا منذ عام 2017، إلا أن الدراسات العشوائية التي تُقارن علاجات القنب بالإجراءات المُعتمدة لا تزال غير كافية، وغالبا ما تستغرق هذه الدراسات المُعقدة سنوات عديدة.

يتزايد عدد الأشخاص كبار السن المرضى الذين يلجؤون للقنب كمسكن للآلامصورة من: Christian Ohde/Chromorange/picture alliance

القنب.. دواء في ألمانيا

قدّم المعهد الاتحادي للأدوية والأجهزة الطبية (BfArM) نتائج استطلاع رأي أُجري في فترة تطبيق القانون في عام 2022، وقد شملت الدراسة ما مجموعه 16,809 حالة وهو ليس عددا كبيرًا بالنظر إلى أن البيانات جُمعت على مدى خمس سنوات.

أظهرت الدراسة اهتماما كبيرا بالقنب ، لا سيما بين المرضى كبار السن، فقد استخدم أكثر من ثلاثة أرباع العينة (76.4%) القنب لعلاج الألم المزمن، بالإضافة إلى التشنج وفقدان الشهية والغثيان.

كان 14.5% من المرضى يعانون من السرطان، و5.9% يعانون من التصلب اللويحي.

تُساعد المكونات النشطة، THC وCBD، الكثير من المرضة على تجاوز الآلام، ولكن ليس جميعهم، إذ توقف ما يناهز ثلث المرضى عن العلاج خلال عام، في 38.5% من هذه الحالات بسبب عدم فعالية العلاج.

وترى ليليث فلوثر، أخصائية طب الألم، أن "القنب ليس علاجا سحريا، فأنا أرى ذلك كثيرا في عيادتي الخارجية".

على الرغم من المخاطر: تتزايد نسبة كبار السن بين مستخدمي القنب، فهناك أدلة على أن القنب يتمتع بمزايا مقارنةً بالأدوية الأخرى، ويُحتمل أن يكون خطر الإصابة بالإدمان الشديد أقل بكثير من خطر الإدمان على المواد الأفيونية مثل المورفين.

كما أن الجرعات الزائدة المميتة من القنب غير واردة، ولا يُسبب THC وCBD إلا ضررا أقل للكبد مقارنة بالعديد من مسكنات الألم الأخرى.

إلا أن للقنب مخاطر، فلمكون THC تأثير نفسي، خاصة عند تناول جرعات عالية. لذلك، تُحذر دراسة جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية من أن استخدام القنب قد يكون محفوفا بالمخاطر لكبار السن أيضا.

تشهد نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما نموا مستمرا من عام لآخر، وفقا للمسح الوطني لتعاطي المخدرات والصحة.

وبينما أفاد 4.8% من كبار السن بتعاطيهم القنب في الشهر الأخير من عام 2021، فقد ارتفعت هذه النسبة إلى 7% في عام 2023. ويعاني معظمهم من أمراض مزمنة، وأمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان، أو مشاكل في الجهاز التنفسي.

في ألمانيا ، يُسمح للأطباء الآن بإصدار وصفات طبية خاصة تسمح للمرضى بشراء القنب الطبي على حسابهم الخاص. وقد سجل المعهد الاتحادي للأدوية والأجهزة الطبية (BfArM) زيادة حادة في الواردات. فقد تم استيراد أكثر من 50 طنا من القنب الطبي إلى ألمانيا في النصف الثاني من عام 2024. واستمرت هذه الكميات في الارتفاع في الربع الأول من عام 2025.

بالنسبة لجاكوب مانثي، عالم الصحة في مركز أبحاث الإدمان متعددة التخصصات بجامعة هامبورغ، هذا التطور غير مفاجئ، إذ اعتبر أن الناس ببساطة يتحولون من السوق السوداء إلى استهلاك القنب الطبي. ومن المرجح بالنسبة للمتحدث، أن جزءا من الطلب المتزايد يرجع لأسباب طبية، يقول مانثي: "أفترض أن 20% على الأقل من مستخدمي القنب لديهم دوافع طبية".

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار