منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، اتجهت إسبانيا، أثناء فترة الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو (Francisco Franco) لاستعادة منطقة جبل طارق التي كانت تقبع بقبضة البريطانيين منذ مطلع القرن الثامن عشر. وبتلك الفترة، اعتمد فرانكو على ورقة جبل طارق لأغراض دعائية ببلاده. ومع فشل جهوده، عمد الأخير خلال الستينيات للتوجه نحو الأمم المتحدة بهدف إجبار البريطانيين على إعادة هذه المنطقة لبلاده أثناء فترة مورست خلالها ضغوط كبيرة على القوى الاستعمارية بهدف إنهاء الاستعمار.
أثناء فترة حرب الخلافة الإسبانية، تمكنت قوة بريطانية هولندية مشتركة سنة 1704 من النزول بجبل طارق وانتزاعها من قبضة الإسبان تزامنا مع فرار أغلب سكانها. ومع توقيع معاهدة أوترخت (Utrecht) عام 1713 لإنهاء حرب الخلافة الإسبانية، وافق الإسبان على تسليم جبل طارق بشكل دائم للبريطانيين.
وطيلة القرون التالية، أثارت منطقة جبل طارق العديد من الخلافات بين الإسبان والبريطانيين. ومع انتصار الجنرال فرانكو بالحرب الأهلية الإسبانية وبلوغه لسدة الحكم، تزايدت حدة التوتر بين إسبانيا وبريطانيا حول جبل طارق. وبالحرب العالمية الثانية، تحدث الدكتاتور الإسباني مرارا عن إمكانية دخول قواته لهذه المنطقة واستردادها بالقوة.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية سياسة إنهاء الاستعمار، اتجه الدكتاتور فرانكو لمحاولة تدويل قضية جبل طارق. وحسب قرار الأمم المتحدة 2070 الصادر منتصف كانون الأول (ديسمبر) 1965، باشرت كل من بريطانيا وإسبانيا بإجراء مفاوضات مباشرة حول جبل طارق.
وبموجب اقتراح مقدم من وزير الخارجية الإسباني فرناندو كاستيلا (Fernando Castiella) يوم 18 أيار (مايو) 1966، اقترحت إسبانيا على بريطانيا إنهاء العمل بمعاهدة أوترخت للعام 1713 وإعادة جبل طارق لإسبانيا. وفي المقابل، سيتم تنظيم وجود البحرية البريطانية بجبل طارق حسب اتفاقية إسبانية بريطانية كما سيسمح لأهالي جبل طارق بالحفاظ على علاقاتهم وروابطهم مع بريطانيا.
وفي الأثناء، ردت بريطانيا بطريقتها على المقترح الإسباني واتجهت لإجراء استفتاء بجبل طارق حول مستقبل المنطقة. ويوم 10 أيلول (سبتمبر) 1967، احتضنت جبل طارق استفتاء شعبيا شارك به ما يزيد عن 12 ألفا من سكانها. وفي هذا الإستفتاء، صوت 99.64 بالمائة، حوالي 12138 شخص، من سكان جبل طارق لصالح الحفاظ على الحكم البريطاني بينما صوت 0.36 بالمائة، 44 شخصا فقط، لصالح العودة لإسبانيا.
بحلول العام 1969، مررت جبل طارق دستورا جديدا. ومنذ ذلك العام، تحتفل جبل طارق بعيدها الوطني يوم 10 أيلول (سبتمبر) لتخليد ذكرى هذا الاستفتاء.
بالجانب الإسباني، أثار هذا الاستفتاء غضب مدريد التي لم تتردد في قطع علاقتها مع جبل طارق. وقد ظلت الحدود بين إسبانيا وجبل طارق مغلقة لسنوات قبل أن تفتح بشكل تدريجي منتصف الثمانينيات.