لماذا لا نجرب هذه النصائح المدعومة علمياً للحصول على مزيد من السعادة في حياتنا؟ يولد بعض الناس ليكونوا أكثر سعادة من غيرهم، ولكن سواء كنت من النوع الذي يُغنِّي في الحمام ويرقص تحت المطر، أو من النوع الذي يميل إلى الكآبة، فإن الرضا ليس مجرد شيء يحدث لنا، يمكننا جميعاً تغيير عاداتنا لجلب المزيد منه إلى حياتنا.
إليكم أهم نصائحنا لقضاء عام 2025 بسعادة أكبر.
الصداقة مفيدة لجميع الأعمار، لكنها تصبح مصدراً خاصاً للسعادة في المراحل المتقدمة من الحياة.
فبينما يميل كبار السن إلى تقليص دوائرهم الاجتماعية للتركيز على قضاء الوقت مع من يعرفونهم جيداً، تُظهر الأبحاث أن من الجيد البقاء منفتحين على صداقات جديدة، حيث توفر لنا فوائد مختلفة عن علاقاتنا مع العائلة، التي غالباً ما تكون مبنية على الالتزامات.
وبما أن الصداقات علاقات اختيارية وغير ملزمة يمكن أن تبدأ أو تنتهي في أي وقت، فإنها عادةً ما تكون أكثر متعة وأقل توتراً أو تعقيداً.
وعلى الرغم من أن كبار السن قد يواجهون عقبات تجعل لقاء أشخاص جدد أمراً صعباً، إلا أنه من بعض النواحي قد يكون من الأسهل تكوين صداقات في هذه المرحلة: حيث تنضج شخصياتنا، ونكتسب المزيد من المهارات الاجتماعية، وتصبح نظرتنا للحياة أكثر ميلاً إلى الفرح، ويميل سلوكنا لأن يصبح أكثر توافقاً.
ويستحق بذل الجهد للحفاظ على صداقات ذات جودة مع التقدم في العمر، حيث تتجاوز فوائدها الجانب النفسي لتشمل تحسين الوظائف الإدراكية والصحة البدنية.
وفي الواقع، تشير الأبحاث باستمرار إلى أن الصداقات مهمة بقدر أهمية الروابط الأسرية في توقع الرفاهية في مراحل البلوغ والشيخوخة.
وإذا كنت من النوع الذي يجد صعوبة في تكوين صداقات، فإن مشاركة لحظات مدهشة -مثل الكسوف الكلي للشمس الذي اجتاح أمريكا الشمالية العام الماضي-، يمكن أن تكون وسيلة للشعور بالقرب من الأشخاص من حولك، مع إلهام بعض المشاعر الإيجابية في الوقت ذاته.
يعد التعاطف من الأسس المعروفة للصداقة الحقيقية، ويساعدنا على بناء روابط قوية عندما يحتاج أصدقاؤنا إلى المساعدة، لكن هناك حالة معاكسة لـ"الألم المشترك" وهي أقل شهرة تعرف باسم "السعادة المشتركة" كما كتب ديفيد روبسون لبي بي سي.
يشار إلى أن "السعادة المشتركة"، قد تكون جانباً مُهمَلاً في العلاقات الجيدة، رغم أنها قد تكون أيضاً بنفس أهمية التعاطف في الحفاظ على الصداقات، وفقاً لعدة دراسات.
دعمك بحماس لأخبار صديقك الجيدة، وطرح الأسئلة عنها، هو أساس كونك صديقاً جيداً، أما الرد ببرود أو التقليل من شأن نجاح صديقك، فقد يعرض العلاقة لخطر التوتر أو التدهور.
غالباً ما يتكرر القول إن مساعدة الآخرين تمنحك شعوراً أفضل من مكافأة نفسك. لكن كلما تعمقنا في مفهوم الإيثار، تبدو الفكرة أكثر واقعية.
ووجدت الدراسات أن التطوع يمكن أن يساعد حتى في علاج حالات خطيرة مثل الألم المزمن والاكتئاب.
وعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أجريت عام 2002 أن المتطوعين الذين يساعدون الآخرين ممن يعانون الألم المزمن شهدوا انخفاضاً في مستويات شدة الألم أثناء التطوع.
وأظهرت دراسات أخرى أن رعاية الحيوانات يمكن أن تحسن صحتنا، وحتى العناية بالنباتات المنزلية يمكن أن تساعدنا في الازدهار، لا سيما في سن الشيخوخة.
بعض مقدمي الرعاية الصحية يصفون الآن التطوع كنوع فعال من "الوصفات الاجتماعية"، إذ تساعد على ربط الأشخاص بموارد وأنشطة المجتمع، مثل دروس الفن أو مجموعات ركوب الدراجات، بالإضافة إلى مساعدتهم في فواتير الغذاء والتدفئة.
وثبت أن هذه التدخلات لها فوائد صحية وتقلل الضغط على الخدمات الصحية.
هناك طريقة أخرى يمكن للماضي أن يساعد بها في الحاضر، إذ تشير الأبحاث إلى أن التفاعل مع تراثنا العائلي يمكن أن يحمل فوائد نفسية عميقة.
على سبيل المثال، قصص العائلة عن التغلب على الشدائد يمكن أن تكون ملهمة عند نقلها إلى الأجيال الجديدة.
وجدت سوزان إم مور، أستاذة علم النفس الفخرية في جامعة سوينبيرن للتكنولوجيا في ملبورن، أن الأشخاص الذين يعرفون المزيد عن تاريخ عائلاتهم يتمتعون بمستويات أعلى من الرضا والرفاهية.
كما أن البحث في شجرة العائلة قد يمنح شعوراً أكبر بالسيطرة على حياتهم وفهماً أعمق لمكانهم في العالم.
ويمكن أن يوفر هذا النشاط منظوراً إيجابياً وشعوراً بالامتنان، حيث تعرف أن حياتك اليوم أصبحت ممكنة بفضل كفاح وثبات أسلافك.
إن "عدّ النعم" نصيحة قديمة، لكنها تقوم على تدخل بسيط ومثبت، فالكتابة عن ثلاثة أشياء جيدة حدثت لنا يمكن أن ترفع من مزاجنا، سواء كانت أحداثاً مهمة مثل اجتياز امتحان أو ولادة طفل، أو أموراً بسيطة مثل لقاء صديق قديم أو الاستمتاع بأشعة الشمس في نزهة.
وتشير الأبحاث المتزايدة إلى أن هذه العادة تحسن رفاهيتنا بشكل عام.
لا شيء يضاهي رحلة بالسيارة عبر مناظر خلابة، تداعب فيها الرياح شعرك، والموسيقى تعزف في الخلفية، بحرية في الأفق الممتد أمامك.
حسناً، يبدو أن الفئران الآن بإمكانها الاستمتاع بجزء من هذا النعيم، بعدما عمل باحثون من جامعة ريتشموند في ولاية فرجينيا على تعليم هذه الكائنات الصغيرة ذات الأنوف المتحركة قيادة سيارات صغيرة مصنوعة من زجاج شبكي في المختبر.
أتقنت الفئران هذه المهارة الجديدة بسرعة، وبدأت تقفز بحماس داخل السيارات استعداداً لرحلتها التالية، ومع الوقت، لاحظ الباحثون أن بعض الفئران تؤدي قفزات صغيرة مليئة بالحماس وكأنها تستمتع بتوقعها للمتعة المقبلة.
وأدى هذا الاكتشاف إلى فتح مجال جديد من البحث، هل يمكن أن يكون توقع المتعة مجزياً بقدر الأنشطة نفسها؟ في تجربة أخرى، درب العلماء بعض الفئران على الانتظار للحصول على مكافآت، بينما تم منح مكافآت لفئران أخرى على الفور.
لاحقاً، قيّم العلماء مستوى التفاؤل لدى الفئران ووجدوا أن تلك التي تم تدريبها على الانتظار أظهرت مستوى أعلى من التفاؤل.
واقترح الباحثون أن هذا الأمر قد ينطبق على البشر أيضاً، من خلال توقع الأنشطة أو الأحداث الممتعة بشكل منتظم، يمكننا إعادة برمجة عقولنا لتصبح أكثر تفاؤلاً.
إذا وصلت إلى هذه النقطة في القائمة، فقد يكون ذلك مفاجئاً بعض الشيء، لكن الأبحاث تشير إلى أن القلق المفرط بشأن تحقيق السعادة يمكن أن يشكل عقبة أمام الشعور بها.
وأظهرت تجارب أن الأشخاص الذين يتم تحفيزهم بالرغبة في السعادة، ربما عبر قراءة مواد حول مدى سعادتهم المحتملة، قبل مشاهدة فيلم مبهج، انتهى بهم الأمر بالشعور بخيبة أمل بدلاً من البهجة.
وتقول النظرية إن رفع التوقعات عبر القراءة والقلق بشأن أهمية السعادة قد يترك الناس محبطين.
وربما تكون قد اختبرت هذا بنفسك أثناء حدث كبير، أو حفلة كنت تنتظرها بفارغ الصبر ولم تلبّ تلك المناسبة التوقعات.
وأظهرت إيريس ماوس، أخصائية علم النفس في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، أن الرغبة في السعادة والسعي لتحقيقها يمكن أن يزيدا من مشاعر الوحدة والانفصال. وتوصي بتبني نهج أكثر اتزاناً وقبولاً لتقلبات الحياة بين الصعود والهبوط.
خلال أيام الشتاء الباردة والمظلمة، قد يمنحك فنجان من القهوة دفعة ضرورية لعقلك وجسمك، ويُساعد الكافيين على الشعور باليقظة لأنه يُمتص بسرعة في مجرى الدم، حيث يتفوق على الأدينوزين، وهو مادة كيميائية تجعلنا نشعر بالتعب.
وتُظهر الأبحاث أن هناك العديد من الفوائد الصحية المرتبطة باستهلاك الكافيين، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، وأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى تحسين الأداء البدني والحماية من الاكتئاب.
ومع ذلك، فإن توقيت تناول الكافيين أمر أساسي، إذ يستغرق وقتاً ليبدأ مفعوله ويحتاج فترة طويلة ليزول من الجسم، ويوصي العلماء بتناول آخر جرعة من الكافيين قبل النوم بثماني ساعات و48 دقيقة.
كما ينبغي عدم الإفراط في استهلاك الكافيين، بما لا يزيد عن 400 ملغ أو ما يعادل كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة، حسب قوتها، لتجنب اضطرابات النوم، والصداع، والغثيان، والقلق.
تقول ميليسا هوجينبوم، هذا العام، تناولت العديد من الطرق المدعومة علمياً لتحسين صحتنا ورفاهيتنا، ولكن يجب أن أعترف، مثل كثيرين منا، أنني لا أعمل دائماً وفقاً للنصائح التي أقدمها.
وبعد إتمام دورة تدريبية مدتها ستة أسابيع في اليقظة الذهنية، توقفت عن ممارسة اليقظة الذهنية بعد انتهاء التدريب، رغم أنني تعلمت أن خمس دقائق يومياً لها فوائد عديدة مثل تحسين التركيز وتقليل التوتر والقلق والاكتئاب.
ومع ذلك، هذا الصيف، أثناء بحثي وكتابتي عن ست خطوات علمية لتحفيز الهدوء، أصبح من الواضح بسرعة أنه حتى إذا كنا نشعر بالهدوء النسبي وندرة التوتر، فإننا جميعاً يمكننا الاستفادة من العديد من تمارين مكافحة القلق التي تم تناولها، وقد وجدت نفسي أستخدم مهارات اليقظة التي تعلمتها عندما كان عقلي نشطاً جداً في الليل.
وغالباً ما نبحث عن تدخلات فقط عندما نكون قد بدأنا بالفعل في الشعور بالتوتر أو الإرهاق – أو إذا أصابنا القلق، فقد يبدو البحث عن تدخل أمراً محيراً.
ولكن من الواضح أن هناك طرقاً للمساعدة في منع أنفسنا من الوصول إلى هذه الحالة في المقام الأول، وبينما لا تكون اليقظة الذهنية شيئاً أمارسه يومياً، إلا أن وجودها ضمن أدواتي يعد أمراً مريحاً إذا احتجت إليها.
ومن بين الخطوات الست المذكورة، التي أواصل العودة إليها، هي فوائد الطبيعة.
من المعروف كيف أن قضاء الوقت في الهواء الطلق مفيد لصحتنا العقلية، لكن حتى عندما نكون عالقين في المنزل، أظهرت الدراسات أن الاستمتاع بالطبيعة افتراضياً لا يزال له تأثير إيجابي رائع.
وللطبيعة تأثير إيجابي على العقل والجسم، ولكن قد يتم تجاهلها كوسيلة بسيطة للبقاء هادئين، ولهذا وجدت أن استحضار الطبيعة افتراضياً هو أداة قوية.
وعلى سبيل المثال، إذا سمعنا تسجيلاً لأصوات الحياة البرية، فإنه يمكن أن يكون له تأثير مهدئ، وقد وجدت أبحاث أخرى أن الوصول إلى بيئة بحرية عبر الواقع الافتراضي حسّن من مزاج المشاركين.
وينطبق الشيء ذاته عند النظر إلى مشاهد طبيعية على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف. وعلى الرغم من أن الطبيعة الافتراضية لا ينبغي أن تحل محل الطبيعة الحقيقية، إلا أنه من المطمئن أنه عند منح عقولنا استراحة منتظمة افتراضياً يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً.