آخر الأخبار

بنفيكا يسعى لطرد شبح "غوتمان" في كأس العالم لأندية بعد 62 عاماً

شارك
عجز بنفيكا عن الفوز قاريا وأوروبيا منذ إقالة غوتمان

من ضمن 32 فريقا يشاركون في بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم في الولايات المتحدة الأميركية بين 14 يونيو و13 يوليو المقبل، يبرز أسم بنفيكا البرتغالي كواحد من عمالقة القارة الأوروبية تاريخيا، رغم أنه خيب آمال جماهيره في الموسم الماضي.

ولم يكن موسم 2024-2025 أسعد مواسم بنفيكا على الإطلاق، حيث اكتفى الفريق بتحقيق لقب كأس الدوري البرتغالي بعد فوزه على سبورتنغ لشبونة في نهائي البطولة بضربات الترجيح بعد التعادل 1-1 في يناير الماضي، لكنه ترك لمنافسه لقبا الدوري والكأس.

وخسر بنفيكا الدوري بفارق نقطتين خلف سبورتنغ لشبونة الذي حقق اللقب الثاني على التوالي، كما أنه لم ينجح في الحفاظ على تقدمه أمام المنافس ذاته في نهائي كأس البرتغال، وخسر بهدفين أمامه، موقعا على نهاية صعبة للموسم الذي حمل في طياته الكثير من المصاعب.

وواجه بنفيكا بعض المتاعب مع مدربه الألماني روجر شميت في بداية الموسم، لينتهي الأمر بإقالته في أواخر أغسطس العام الماضي بسبب جمع الفريق لسبع نقاط فقط من أول أربع مباريات بالدوري، ليتولى برونو لاج مهمة تدريب الفريق مجددا بعدما سبق له تدربيه بين عامي 2019 و2020، ليتغير أداء الفريق ونتائجه.

لكن ذلك لم يخدم الفريق الذي خرج أيضا من دوري أبطال أوروبا من دور الستة عشر، حينما اصطدم بالعملاق برشلونة الإسباني، ليخسر ذهابا على ملعبه صفر-1، ثم يخسر 3-1 في أرض منافسه ويودع البطولة.

ويدخل بنفيكا البطولة برغبة في خوض تحدي فريد من نوعه بالنسبة للفريق، حيث غاب كثيرا عن المسرح العالمي منذ خوضه مباراة بطولة كأس إنتركونتيننتال في عام 1962 والتي خسرها أمام بطل أميركا الجنوبية سانتوس البرازيلي ذهابا وإيابا 2/3 و2/5 على الترتيب.

لكن مهمة بنفيكا في المسرح العالمي لن تكون سهلة، حيث أوقعته القرعة في مواجهة بايرن ميونخ الألماني، بطل أوروبا خمس مرات آخرها عام 2020، وبوكا جونيورز الأرجنتيني بطل كوبا ليبرتادوريس ست مرات آخرها عام 2007 وثاني أفضل فريق في تصنيف أندية أميركا الجنوبية، وأوكلاند سيتي النيوزيلندي ممثل قارة أوقيانوسيا الوحيد في البطولة، والذي سبق له المشاركة 12 مرة في الصيغة القديمة للبطولة بمشاركة ستة أندية.

وسينطلق مشوار بنفيكا في البطولة بمواجهة بوكا جونيورز يوم 16 يونيو في ميامي، قبل أن يواجه أوكلاند سيتي يوم 20 في أورلاندو، ويختتم مواجهاته بدور المجموعات بعد ذلك بأربع أيام بمواجهة بايرن ميونخ في شارلوت.

ويشارك بنفيكا في البطولة باعتباره من أعلى الفرق تصنيفا من أوروبا، وكانت آخر مغامراته القارية هي الصعود إلى دور الثمانية في دوري الأبطال موسم 2022/2023، حيث كان سابع أفضل فريق في تصنيف (يويفا).

ورغم غيابه عن الألقاب الأوروبية والوصول للأدوار النهائية لدوري الأبطال في السنوات الأخيرة، لا يمكن إنكار تاريخ بنفيكا العريق، والذي يمتد 121 عاما، حيث تأسس النادي في 28 فبراير عام 1904.

وحقق بنفيكا لقب الدوري البرتغالي 38 مرة، وهو رقم قياسي وضعه كأكثر الفرق تتويجا بلقب المسابقة في تاريخها، متفوقا على بورتو صاحب الـ30 لقبا، وسبورتنغ لشبونة الذي كان لقبه في الموسم الماضي هو رقم 21 في تاريخه.

كما ينفرد بنفيكا أيضا بصدارة أكثر الفرق تتويجا بلقب الكأس، حيث فاز به 26 مرة، مقابل 16 لبورتو و18 لسبورتنغ لشبونة، ويحمل بنفيكا أيضا الرقم القياسي في الفوز بلقب كأس الدوري البرتغالي ثماني مرات، ويأتي خلفه سبورتنغ لشبونة برصيد أربع مرات وسبورتنغ براغا ثلاث مرات وبورتو مرة واحدة.

لكن المحطة الأبرز في تاريخ النادي كانت فترة ستينيات القرن الماضي، حيث حقق الفريق لقب دوري أبطال أوروبا بمسماها القديم (الكأس الأوروبية للأندية) مرتين في عام 1961 و1962.

في ذلك الوقت كان ريال مدريد الإسباني هو المسيطر الأول على البطولة، حيث نجح في التتويج بها في أول خمس نسخ بين عامي 1956 و1960، لكن بنفيكا نجح في كسر احتكاره بعدما توج بنسخة موسم 1960/1961، حيث تغلب في المباراة النهائية على برشلونة 3/2، قبل أن يتفوق على الريال نفسه في الموسم التالي، وبالتالي نجح في فرض نفسه كاسم بارز في القارة العجوز.

لكن ذلك كان فقط حتى رحل المدرب المجري بيلا غوتمان عام 1962، بعدما حقق مع الفريق لقبين للدوري إلى جانب لقبي دوري الأبطال وكأس البرتغال مرة وحل وصيفا في كأس إنتر كونتيننتال عام 1961.

ومنذ رحيل غوتمان، فشل الفريق في تحقيق أي لقب أوروبي، حيث وصل إلى نهائي دوري الأبطال خمس مرات أعوام 1963 و1965 و1968 و1988 و1990، دون الفوز بأي منها، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام إلى القول بإن ذلك بسبب ما يوصف بـ"لعنة غوتمان".

وكان المدرب المجري قد طلب زيادة في راتبه بعد فوزه بالبطولة الأوروبية 1962، لكن إدارة النادي رفضت وتقرر رحيله عن النادي، وكان ذلك القرار المصيري الذي غير الكثير من الأشياء.

وفي الوقت الحالي، يتمنى روي كوستا، نجم الفريق السابق ورئيسه الحالي، أن يأتي مونديال الأندية بجديد لفريقه الذي يستعد لخوض موسم آخر يحاول فيه تحدي طموح سبورتنغ لشبونة ومحاولات بورتو للعودة إلى الواجهة البرتغالية.

ويتولى برونو لاج تدريب بنفيكا منذ سبتمبر الماضي، ونجح في ولايته الثانية في تحقيق لقب وحيد هو كأس الدوري البرتغالي، لكنه سبق له تدريب بنفيكا بين عامي 2019 و2020 وحقق لقب الدوري.

ورحل في عام 2020 لتدريب وولفرهامبتون الإنجليزي، لكنه لم يقدم المستوى المأمول، حيث خسر الفريق تحت قيادته 22 مباراة من أصل 51 درب فيها وولفرهامبتون، وفاز بـ19 وتعادل في عشر مباريات ليرحل إلى بوتافوغو البرازيلي، خلفا للويس كاسترو الذي تولى تدريب النصر السعودي.

وفي 15 مباراة، فاز برونو لاج بأربع مباريات وتعادل في سبع وخسر أربع مباريات، وتمت إقالته في أكتوبر بعد سلسلة من ثماني مباريات دون فوز، كما ودع الفريق بطولة كوبا سودأميركانا.

ويعد هداف الفريق ونجمه في الفترة الحالية هو المهاجم اليوناني فانجليس بافيلديس، والذي سجل 29 هدف في 53 مباراة بكل البطولات هذا الموسم وسجل هاتريك في برشلونة في مباراة انتهت 4/5 في مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا.

ولم يكتف بافيلديس بذلك، بل سجل ثلاثية أخرى في شباك بورتو في المباراة التي انتهت 4/1 لبنفيكا في أبريل الماضي، ورغم أن ذلك لم يكن كافيا لتتويج فريقه بلقب الدوري، لكنه أفصح عن إمكانيات كبيرة للمهاجم اليوناني الدولي.

ورغم تألق بافيلديس، لا يمكن إغفال الظهور الخاص للنجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا في البطولة، حيث ستكون تلك البطولة آخر عهده مع بنفيكا قبل الرحيل مع نهاية عقده في يوليو المقبل.
وانضم دي ماريا لفريقه الأول الذي بدأ معه مشواره بالكرة، روزاريو سنترال، حيث سيبدأ مشواره معه بعد نهاية مشوار بنفيكا بالبطولة.

وكان دي ماريا قد انتقل إلى بنفيكا للمرة الأولى في عام 2007 قادما من روزاريو سنترال، وظل في صفوف الفريق الأحمر حتى انتقل في صيف 2010 إلى ريال مدريد الإسباني، ثم إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي، قبل العودة مجددا إلى بنفيكا في عام 2023.

وحقق دي ماريا لقب الدوري مرة مع بنفيكا في موسم 2009 /2010، كما حقق لقب كأس الدوري البرتغالي ثلاث مرات.

النجم الفائز بلقب كأس العالم مع المنتخب الأرجنتيني ودوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، سجل 47 هدفا في 213 مباراة خاضها مع بنفيكا في كلا الفترتين، وهو واحد من نجوم كبار صدرهم بنفيكا للكرة العالمية على مدار سنوات.

ابتداء من الأسطورة أوزيبيو في ستينيات القرن الماضي، ونجوم أخرين مثل روي كوستا ونونو غوميز والمدافع الشهير أبيل إكزافير والمدافع البرازيلي الشهير لويزاو في أوائل الألفية الثالثة، وأخرين مثل نيمانيا ماتيتش وديفيد لويز وبرناردو سيلفا وأكسل فيستل وأخرون، ورغم ذلك لم ينجح بنفيكا في تحقيق التاج الأوروبي، لكنه قدم للكرة العالمية الكثير من المواهب.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل إيران أمريكا حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا