آخر الأخبار

يد السياسة تمتد إلى كرة القدم في إقليم كوردستان.. فرصة رائدة لإظهار "القوة الناعمة"

شارك

شفق نيوز/ ذكر موقع "أمواج" البريطاني، اليوم الأحد، أن رياضة كرة القدم في إقليم كوردستان تحولت إلى وسيلة لإظهار القوة الناعمة بالنسبة لقادة الأحزاب السياسية والمسؤولين، مؤكدًا أن عدداً من الفرق الكوردية التي تتنافس في دوري نجوم العراق مملوكة من قبل سياسيين كبار.

وأشار التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن "كرة القدم تعتبر الرياضة الأكثر شعبية في إقليم كوردستان، وأن بعض الفرق الكروية في الإقليم تمتلك قواعد جماهيرية راسخة، وأن المرافق الرياضية المحسنة حديثاً مثل تلك الخاصة بنادي نوروز بدأت تستقطب أعداداً كبيرة من المؤيدين الجدد".

ولفت التقرير إلى أن "الجزء الكبير من التمويل الجديد لكرة القدم المحلية، مصدره من شخصيات سياسية بارزة تتطلع لاكتساب الشهرة عبر نجاحات فرقهم الرياضية"، مضيفًا أن "استخدام الرياضة لحشد النفوذ يمثل استراتيجية قوة ناعمة متعارف عليها في كل أنحاء العالم، ويبدو أن لحظتها قد حانت في إقليم كوردستان".

ونقل التقرير عن أحمد (22 عاماً)، وهو مشجع لنادي نوروز، قوله إن "الملعب الجديد رائع للغاية وقد تم بناؤه وفق معايير دولية"، مبيناً أن "الرياضة في مدينتنا كانت أدنى من غيرها من المدن، ولكن بعد ذلك جاء (فريق) نوروز"، مشيراً إلى "صعود الفريق تدريجياً إلى قمة الدوري خلال السنوات الماضية بينما كان يلعب مبارياته في ملاعب أخرى في حين كان المشجعون ينتظرون بناء الملعب الجديد".

وبحسب أحمد، فإن "الفريق بعدما صار له مقره الجديد، سيكون مصدر فخر حقيقي للسليمانية كمدينة"، مضيفاً أن "الناس يأتون الآن وقد غمرهم الفرح الكبير، من أجل دعم الفريق".

ونوه التقرير إلى أن "رئيس نادي نوروز هو لاهور شيخ جنكي، الزعيم المشارك سابقاً للاتحاد الوطني الكوردستاني، الذي يتمتع بالقوة في السليمانية"، مشيراً إلى أن "الخلاف بين لاهور شيخ جنكي في العام 2021، مع ابن عمه ورفيقه في قيادة الحزب بافل طالباني، أدى في النهاية إلى إقصائه".

وبحسب التقرير، فإنه "بالرغم من تراجع حظوظه السياسية مع فوز حزبه الجديد "جبهة الشعب" بمقعدين فقط في انتخابات برلمان الإقليم في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فإن ملكيته لنادي نوروز توفر له منصة مؤثرة لتعزيز صورته".

ونقل التقرير عن أحمد إشارته إلى أن "هذه تبدو استراتيجية ناجحة إذ إن الناس هنا فخورون جداً به، وأنا فخور به لأنه أقام لنا هذا الملعب".

وبين أن "الشعبية التي يتمتع بها النادي الجديد، أثارت توترات في المدينة"، مشيراً إلى أن "رئيسة بلدية السليمانية ليلى عمر قالت في مقابلة مع قناة تلفزيونية مقربة من بافل طالباني في شباط/فبراير الماضي، إن الأرض التي جرى تشييد النادي عليها كانت مخصصة كـ(مساحة خضراء) ضمن المخطط الرئيسي للمدينة، والبناء ربما ليس قانونياً".

وتابع التقرير أن "لاهور دافع عن المشروع، وعرض وثائق تظهر أن المشروع بدأ تطويره بموافقة قادة بارزين من الاتحاد الوطني الكوردستاني منذ العام 2017".

وأكد أنه "في ظل هذا الخلاف، فإن الحزب يضخ موارد جديدة لدعم فرق منافسة محلية لنادي نوروز"، مشيراً إلى أن نادي السليمانية الرياضي أعلن في 17 آذار/مارس الماضي، أن قوباد طالباني، شقيق بافل الأصغر ونائب رئيس وزراء الإقليم، أصبح رئيسه الفخري، حيث تعهد قوباد بإعادة النادي إلى "مكانته الحقيقية".

وذكر التقرير أن "هناك أيضاً نادي بيشمركة السليمانية، هو ثالث أندية المدينة، والذي يلعب في الدرجة الثانية ويستحوذ عليه نائب رئيس إقليم كوردستان جعفر شيخ مصطفى، كما تناول التقرير ملعب دهوك، الذي وصف أجواءه بأنها أكثر فوضوية مقارنة بالسليمانية".

وأشار إلى أنه "في خضم الرياح الباردة والأمطار الكثيفة، كانت مجموعات "الالتراس" من المشجعين المتعصبين للنادي، تسيطر على مناطقها الخاصة داخل الملعب وتشعل الشعلات والألعاب النارية"، مبيناً أن "الأجواء كانت تتسم بحماسة أكبر لأن الخصم التقليدي كان نادي زاخو، الذي أتى من المدينة المجاورة، مما منح المباراة لقب "ديربي بادينان" وهو الاسم الذي يرمز إلى إمارة كوردية قديمة في تلك المنطقة"، معتبرا أنه "الديربي الأكثر حدة في كوردستان، وتحدث أعمال عنف في أحيان كثيرة بين جماهير الفريقين".

ونقل التقرير عن كمران (25 سنة) قوله "أنا أحب مدينتي وأنا مشجع كبير لدهوك، إنها مباراة ديربي غاضبة".

وبحسب التقرير فإن "التنافس أصبح أكثر إثارة لأن الفريقين يحرزان نتائج قوية هذا العام، في ظل وجود فرصة حقيقية لنادي زاخو للفوز بلقب الدوري أمام الأندية البغدادية الكبرى"، مضيفاً أنه "برغم هذا التفوق، إلا أن نادي دهوك فاز بهدف وحيد خلال الوقت بدل الضائع".

ولفت التقرير إلى أن "ناديي "الديربي" يقعان ضمن أراضٍ تسيطر عليها حكومة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في أربيل، بينما يحرص السياسيون البارزون وأسرهم على التعبير عن دعمهم للأندية المحلية"، منوهاً إلى أنه "من خلال السيطرة الحكومية على ناديي دهوك وزاخو، فإن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لديه دوافع لضمان سعادة الجماهير من خلال بناء ملاعب جيدة وتعزيز مستوى الفريق، والقدرة التنفيذية لتحقيق ذلك".

وأوضح التقرير، أن "نادي دهوك بعد تحقيق الفوز بـ"الديربي"، ركز على الهدف الأكبر المتمثل بنهائي كأس أبطال الخليج أمام نادي القادسية الكويتي، بعدما انتهت مباراة الذهاب في الكويت بالتعادل السلبي في 8 نيسان/أبريل".

ورأى أن "بالنسبة لأندية كرة القدم في الإقليم، فإن الوصول إلى هذا النوع من المنافسات سيكون بمثابة إنجاز هائل، إلا أن السياسيين الطموحين يدركون أهمية هذه الأندية إذ إن ظهورهم إلى جانب شخصيات بارزة من دول الخليج سيمثل منصة للقوة الناعمة التي يتوقون إليها، بالإضافة إلى أنه بالإمكان اعتبار ذلك على أنه جزء من إعادة توجيه استراتيجية الإقليم نحو دول مجلس التعاون الخليجي".

وذكر التقرير بانتصار نادي دهوك على "نادي الاتفاق السعودي، ثم تغلب في المباراة النهائية على نادي القادسية، حيث انفجرت الاحتفالات الصاخبة بعد التتويج باللقب، وكان رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني حاضراً لتسليم الكأس، بينما وصف الزعيم الكوردي مسعود بارزاني هذا الفوز بأنه "نصر لكل كوردستان"، في حين ذهبت وسائل إعلام قريبة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى حد مقارنة هذا الانتصار الكروي بأنه يوازي رفع حلبجة إلى مستوى محافظة رسمية في البرلمان العراقي قبل يوم واحد، في حين لم يفوت الساسة من الاتحاد الوطني الكوردستاني الفرصة لتهنئة فريق دهوك".

وخلص التقرير إلى أن "مشجعي كرة القدم في إقليم كوردستان يدركون هذه الديناميكيات السياسية، وأنه على غرار جماهير كثيرة حول العالم، فإن علاقتهم مع رعاة الفرق الرياضية، تكون ما بين الإعجاب وبين الارتياب".

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا