آخر الأخبار

الأنبار.. "المناطيد" تنقل المخدّرات من خارج الحدود والتثقيف حاجة ملحّة لمواجهتها

شارك

شفق نيوز- الأنبار

تواجه محافظة الأنبار غربي العراق، تحدياً يزداد تعقيداً باستخدام مهرّبي المخدّرات أساليب جديدة ومتغيّرة بين الفترة والأخرى لإدخال المواد المخدّرة إلى المحافظة من خارج البلاد، كالمناطيد وغيرها، في وقت يشير مختصون إلى أهمية التثقيف في مواجهة المخدّرات وعدم الاكتفاء بالأساليب التقليدية .

وتقدّم مديرية مكافحة المخدّرات في المحافظة توضيحاتها المفصّلة بشأن الحديث الدائر عن استخدام المناطق الغربية كممرات أو مخازن مؤقتة لشحن المخدّرات، مؤكدة طبيعة الجهود الأمنية ومستوى السيطرة على الشريط الحدودي، إلى جانب الكشف عن أساليب تهريب جديدة يجري التصدّي لها .

وفي المقابل، حذّر ناشطون مدنيون من خطورة اتساع شبكات المخدّرات، داعين إلى زيادة مستويات الوعي المجتمعي .

حيث كشف مدير دائرة مكافحة المخدرات في الأنبار، العميد أكرم الراشد، في حديث لوكالة شفق نيوز، عن موقف المديرية من الأنباء التي تُطرح عبر بعض المنصات حول نشاط مهربي المخدرات في المناطق الغربية من المحافظة .

وأوضح أن الشريط الحدودي وما يحيط به يخضع لإجراءات مشدّدة وجهود مستنفرة من قبل قيادة قوات الحدود والقطعات الأمنية الماسكة، وهو ما جعل السيطرة عليه قوية ومستمرة ومبنية على خطط تمنع أية محاولات تحوّل هذه المناطق إلى نقاط عبور أو مخازن مؤقتة لشحن المواد المخدرة .

وأشار الراشد إلى أن التعاون بين الأجهزة الأمنية يجري على مستويات عالية جداً، وأن الجهود الاستخبارية تعمل ضمن نطاق واسع يسمح بمتابعة شبكات وتجار ومروّجي المخدرات، وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض من خلال ضبط المواد والقبض على المتورّطين .

مناطيد للتهريب

الراشد أكد أن شبكات التهريب تكبّدت خسائر كبيرة في الآونة الأخيرة نتيجة التنسيق العسكري والأمني الدقيق، الأمر الذي انعكس على انحسار محاولات الاختراق في المناطق الحدودية .

وفي معرض حديثه عن الأساليب الجديدة التي يحاول تجار المخدرات استخدامها، كشف الراشد عن اعتماد المهرّبين على وسائل غير تقليدية أبرزها محاولة إدخال المخدرات عبر "مناطيد" تُطلق من خارج الحدود، مستغلين الطبيعة الصحراوية للمناطق الحدودية واتساعها الجغرافي .

وأكد أن هذه الأساليب "تمت مواجهتها بشكل مباشر"، وأن مديرية مكافحة المخدرات في الأنبار، بالتعاون مع الجيش وقيادة قوات الحدود والحشد الشعبي، تمكّنت من ضبط جميع المناطيد التي حاول أصحابها إدخال شحنات مخدّرة إلى الأراضي العراقية .

وأضاف الراشد أن الأجهزة الأمنية في الأنبار تعمل اليوم "كجسد واحد"، ضمن منظومة مشتركة تبدأ من جمع المعلومات الاستخبارية، وتمر عبر التحليل والمتابعة الميدانية، وتنتهي بعمليات القبض والمواجهة القانونية .

ووصف هذا التناغم الأمني بأنه "خلية نحل" تعمل لهدف موحد يتمثل في قطع خطوط التهريب وحماية المجتمع من خطر المخدّرات، سواء داخل مراكز المدن أو على امتداد الشريط الحدودي .

التثقيف أولاً

من جانبه، أكد الناشط المدني يوسف الكبيسي أن مواجهة المخدّرات لا تقتصر على الجانب الأمني، بل تحتاج إلى جهد اجتماعي وثقافي واسع، مبيّناً أن شبكات التهريب والترويج تعتمد غالباً على استغلال الفئات الأكثر هشاشة داخل المجتمع، خصوصاً الشباب .

وقال إن المعركة ضد المخدّرات يجب أن تتكامل فيها جهود الدولة والمجتمع، داعياً إلى زيادة حملات التوعية في المدارس والجامعات والتجمعات الشبابية، والتوسّع في المبادرات الإعلامية التي تشرح المخاطر الصحية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الآفة .

وأضاف أن الأنبار، وعلى الرغم من جهودها الأمنية الواسعة، تحتاج إلى دعم أكبر في مجال نشر الوعي الوقائي، مؤكداً أن "الوقاية المجتمعية هي خط الدفاع الأول" الذي يحدّ من نشاط المروّجين ويُضعف قدرة الشبكات على التوسّع .

كما دعا الكبيسي، الجهات المحلية إلى دعم المبادرات التطوّعية والبرامج التثقيفية، وتوفير بيئة آمنة للشباب تُبعدهم عن مخاطر التعاطي والانجرار خلف أساليب التجّار .

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا