شفق نيوز- البصرة
شهد حقل غرب القرنة 2 في محافظة البصرة، يوم الأربعاء، حالة من القلق بين العاملين العراقيين، بعد إعلان الشركة المشغّلة حالة الظروف القصوى أو القوة القاهرة (Force Majeure)، بسبب ضغوط مالية وعقوبات دولية تواجهها، وهو ما انعكس على تأخر صرف رواتب العاملين عن موعدها القانوني خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط مخاوف من تأثير الأزمة على مستقبل الحقل وضمان حقوق الموظفين المحليين.
وقال عددٌ من العاملين، لوكالة شفق نيوز، إنه "منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لم تُصرف رواتبنا في موعدها المحدد، ومع إعلان الشركة المشغّلة حالة القوة القاهرة زادت مخاوفنا بشأن استمرار العمل وضمان حقوقنا".
وأضافوا: "نحن نؤدي مهامنا اليومية بكامل التزامنا المهني، ونحرص على استمرار الإنتاج وفق أعلى معايير السلامة والجودة، إلا أننا نواجه مخاوف حقيقية تتعلق بتكرار تأخير الرواتب دون أي ضمانات واضحة، واحتمال بيع أو تحويل ملكية الحقل وعدم وضوح مصير العاملين، فضلاً عن غياب أي تطمين رسمي من قبل الشركة المشغّلة وشركة نفط البصرة".
وتابع العاملون، حديثهم: "نخشى من فقدان وظائفنا أو تعديل عقودنا في حال استبدال المشغّل الحالي، لذلك نطالب وزارة النفط بتوضيح موقفها من تأخير الرواتب بعد إعلان القوة القاهرة، والإجراءات التي تتخذها لمنع تكرار ذلك، إضافة إلى ضمان حماية حقوق الموظفين العراقيين في حال بيع الحقل أو تغيير المشغّل، بما يشمل الرواتب والدرجات الوظيفية والخدمة والإجازات ومكافآت نهاية الخدمة".
وبحسب العاملين، فإن "عقودهم خاضعة لقانون العمل العراقي رقم (37) لسنة 2015 وتحت إشراف الدولة العراقية"، داعين الوزارة إلى "توضيح آلية نقل الحقوق والخدمات عند استبدال المستثمر كما حدث في حقول أخرى، وإصدار تطمينات رسمية للكادر العراقي العامل داخل الحقل".
وخلصوا الى أنه "استناداً إلى المادة (37) من قانون العمل العراقي التي تنص على أن الأصل في عقود العمل أن تكون مفتوحة المدة، و المادة (42) التي تضمن انتقال عقود العاملين بكامل حقوقها عند تغيير صاحب العمل، فإننا نطالب بأن تكون عقودنا مرتبطة بمدة عقد تشغيل الحقل لضمان استمرارية العمل ومنع إنهاء أو تقليص الكادر عند تغيير المشغّل أو نقل الملكية، وبما ينسجم مع طبيعة عقودنا الحالية".
اختتم العاملون بالقول إن "حقل غرب القرنة 2 يمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني ومصدرًا رئيسًا للثروة العراقية، ويُعيل مئات العوائل، ونأمل من وزارتنا التدخل العاجل لضمان حقوقنا واستمرار العمل بأمان واستقرار".
ويشهد حقل غرب القرنة 2 في البصرة، حالة من الغموض بعد تداول أنباء بشأن إعلان شركة لوك أويل الروسية حالة القوة القاهرة، وسط مخاوف من توقُّف الإنتاج، لاسما وانها تأتي هذه التطورات في ظل العقوبات الغربية التي تضرب الشركة الروسية.
ويبلغ إنتاج حقل غرب القرنة 2 نحو 480 ألف برميل يوميا في المتوسط، موزعة بين مكمنَي المشرف واليمامة، إذ ينتج الأول نحو 450 ألف برميل، بينما يسهم الثاني بـ30 ألف برميل، ويُقدر أن مكمن المشرف وحده يمثّل قرابة 10% من إنتاج النفط العراقي.
ويُعد غرب القرنة 2 من أكبر الحقول في العراق والعالم، وتسهم طاقته الإنتاجية المرتفعة في تعزيز مكانة بغداد بسوق النفط العالمية، ويُعوَّل عليه لدعم مستهدفات زيادة إنتاج البلاد إلى 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027.
وفي تشرين الثاني، نوفمبر 2023، وقعت لوك أويل اتفاقية تكميلية لعقد تطوير وإنتاج النفط في حقل غرب القرنة 2، نصّت على تمديد عقد الخدمة حتى عام 2045.
المصدر:
شفق نيوز