آخر الأخبار

عشية الانتخابات.. الجالية العراقية في أميركا تستنكر حرمانها من الاقتراع

شارك
مصدر الصورة شفق نيوز/ محاكاة سابقة لعملية الانتخاب في العراق

شفق نيوز- مصطفى هاشم

عبّرت الجالية العراقية المقيمة في الولايات المتحدة، يوم الاثنين، عن استيائها الشديد من قرار عدم إجراء الاقتراع في الخارج، معتبرة أن ذلك يمثل "انتهاكاً لحق دستوري" ويحرم مئات الآلاف من المغتربين من المساهمة في رسم مستقبل بلدهم.

وقال مسؤول اللجان الثقافية والاجتماعية في الجمعية العراقية بولاية ميشيغان، مثنى عبيدة حسين، إن العراقيين في الخارج كانوا يأملون أن تشملهم الانتخابات التي تنطلق غداً، باعتبار التصويت "حقاً دستورياً لا يجوز تعطيله".

وأضاف حسين لوكالة شفق نيوز: "نحن كمغتربين تحدثنا مع القنصل العراقي العام في ديترويت وسلمناه رسالة رسمية تطالب بمراجعة القرار، لأنه لا يستقيم مع حقوق المواطنة. كما أبلغنا مدير جهاز المخابرات العراقية حميد الشطري خلال زيارته إلى ميشيغان بأن هذا الإقصاء يمس انتماءنا وهويتنا، ويضعف الثقة بين المواطن والدولة".

وعقد حسين مقارنة وصفها بـ"المؤلمة والمعيبة" بين تعامل الحكومة العراقية ونظيرتها اللبنانية مع ملف انتخابات المغتربين.

وأوضح قائلاً: "من المعيب أن يتحجج البعض بالأسباب المادية. لبنان، البلد الذي يعاني من أزمات اقتصادية خانقة وديون، يستعد لإجراء انتخاباته في الربيع القادم ويصر على إشراك مغتربيه. بل إن القنصل اللبناني في ديترويت صرح بأنهم سيفتحون مركز اقتراع لكل 200 ناخب يسجلون".

وتساءل باستهجان: "إذا كان لبنان بإمكانياته المحدودة جداً قادراً على ذلك، فكيف بالعراق الغني والمقتدر؟ ألم يكن الأحرى بالسياسيين العراقيين الذين استنسخوا نظام المحاصصة الطائفية من لبنان أن يستنسخوا أيضاً تجربته في احترام حقوق المغتربين وتخصيص مقاعد لهم؟".

وأشار إلى أن الانتخابات السابقة شهدت مشاركة الجالية العراقية في ديترويت بأعداد كبيرة، وكانت تجربة "جميلة وملهمة"، حيث حرصت العائلات على اصطحاب أبنائها ليعيشوا "عرساً انتخابياً يعزز روح الانتماء للوطن".

وحذّر حسين من تجاهل أصوات العراقيين في المهجر، مؤكداً أن "القنصليات قادرة على تنظيم العملية وأن المفوضية العليا للانتخابات تمتلك الوسائل اللوجستية لتحقيق ذلك".

وأضاف أن "تغييب المغتربين أمر محزن ومؤلم، وكثير من أبناء الجالية يشعرون بالامتعاض لأن أصواتهم غابت رغم أن القوانين العراقية تعترف بناخبي الخارج".

وتابع قائلاً: "نحن نأمل أن تُراجع المفوضية هذا القرار مستقبلاً، وأن تشمل الانتخابات القادمة أبناء العراق في الخارج، لنساهم بدورنا في بناء عراق جديد قوي، يقوم على سيادة الدولة واحترام صوت المواطن في الداخل والخارج على حد سواء".

وذكّر حسين بزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى ديترويت وقوله للجالية إن "الأبواب مفتوحة أمامكم والعراق يحتاجكم"، مضيفاً: "نأمل أن تترجم هذه الأقوال إلى أفعال، وأن تتم مراجعة هذا القرار في الانتخابات القادمة، لأن قانون المفوضية نفسه يتضمن ناخبي الخارج، ولا يوجد أي مبرر لوجستي أو سياسي لإبعادنا".

وشدد على استعداد كفاءات الجالية لخدمة العراق، معرباً عن أمله في أن يفرز البرلمان القادم حكومة تضع "المصلحة العراقية أولاً" بعيداً عن التدخلات والضغوط الخارجية، وأن تمسك الدولة بملفاتها الأمنية والاقتصادية بحزم.

وفي مفارقة لافتة، قارن حسين بين تغييب الكفاءات العراقية في الخارج وبين نجاح أبناء المهاجرين في قلب المشهد السياسي الأميركي.

وأشار إلى حالة السياسي الشاب في نيويورك، زهران ممداني، قائلاً: "نأمل أن يظهر لنا (ممداني عراقي) جديد. لقد رأينا في الانتخابات الأميركية كيف استطاع شاب مثل ممداني، وهو هندي الأصل ومولود في أوغندا، أن يصل إلى موقع سياسي متقدم في نيويورك بسبب دعم الجماهير وصدق طروحاته والتزامه بوعوده الانتخابية".

وخلص حسين إلى أن "هذا يؤكد أننا بحاجة لأشخاص صادقين في وعودهم. نأمل أن تراجع المفوضية قرارها وتسمح لنا بالمساهمة في بناء العراق الجديد".

وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قررت إلغاء تصويت العراقيين في الخارج في الانتخابات البرلمانية، عازية ذلك إلى أسباب فنية ولوجستية ومالية وقانونية وأمنية من أبرزها، صعوبة إكمال وإصدار وتحديث البطاقات البايومترية للناخبين العراقيين في الخارج في المدة الزمنية المتاحة قبل موعد الانتخابات.

وصباح يوم غد الثلاثاء 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وتحديداً عند الساعة السابعة صباحاً، تنطلق عملية الاقتراع العام للانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2025، في بغداد والمحافظات، بما فيها محافظات إقليم كوردستان.

وتبدأ عملية الاقتراع عند الساعة السابعة صباحاً لاستقبال 20 مليوناً و63 ألفاً و773 ناخباً يحق له التصويت، موزعين على 8703 مراكز اقتراع و39 ألفاً و285 محطة انتخابية في مختلف المحافظات العراقية.

أخبار ذات صلة مصدر الصورة

مصدر الصورة سیاسة

المئات من ابناء الجالية العراقية يتظاهرون في المانيا وبريطانيا وهولندا

مصدر الصورة مجتـمع

الصحة تصدر توضيحاً بشأن حالة العراقيين العائدين من الصين

مصدر الصورة مجتـمع

صحة بغداد تعلن مغادرة اخر وجبة من الجالية العراقية القادمة من الصين المستشفى

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا