آخر الأخبار

كركوك.. مختار يحول مكتبه إلى متحف لذاكرة "الأجداد" (صور)

شارك

شفق نيوز- كركوك

في أحد أحياء مدينة كركوك، وتحديداً في قلب منطقة عُرفت بتنوعها القومي والثقافي، قرر المختار خليل كامل حسين الكاكائي، أن يمنح الإرث الذي عشقه منذ الصغر حياة جديدة، فقد حوّل مكان عمله كمختار لأحد أكبر أحياء كركوك مساحةً وسكاناً "حي الأسرى والمفقودين" إلى متحف تراثي يجمع بين أصالة الماضي وحنين الذاكرة.

وعُرف خليل كامل الكاكائي، بطبعه الهادئ وأخلاقه الرفيعة، فكان محبوباً من الجميع، صغيراً كان أم كبيراً، حتى اصبح نموذجاً يحتذى به في خدمة الناس ليغدو شخصية اجتماعية بارزة في المدينة.

ويقول الكاكائي إن شغفه بجمع المقتنيات القديمة بدأ منذ طفولته، إذ كان يستهويه كل ما هو غريب ونادر، ومع مرور الزمن تحول هذا الشغف إلى هواية راسخة وهدف يسعى لتحقيقه.

وأضاف الكاكائي، لوكالة شفق نيوز: "أنا من مواليد عام 1971، ومنذ سنواتي الأولى كنت مولعاً بجمع الأدوات التي تحمل عبق الماضي، حتى قررت في نهاية المطاف أن أحول مقر عملي إلى متحف تراثي يضم المقتنيات الكوردية وكذلك العربية والتركمانية على حد سواء، ليكون شاهداً على وحدة تنوع كركوك وغناها الثقافي".

ويضم المتحف العديد من الأجهزة والأدوات القديمة التي كانت جزءاً من حياة العراقيين في منتصف القرن الماضي، مثل أجهزة التلفاز والراديو التي كانت تعمل بأنابيب اللمبات الكهربائية، وهي تقنية كانت تُعد في زمانها من مظاهر الحداثة، وكانت العائلات تتجمع حولها في المساء للاستماع الى الأخبار أو متابعة البرامج القليلة المتاحة آنذاك.

كما يحتوي المتحف على أدوات منزلية زراعية وأدوات يدوية كانت النساء الكبيرات في السن يستخدمنها في غزل الصوف وصناعة الأغطية والبسط، إلى جانب المناجل والمعدات التي كان يستخدمها الأجداد في الفلاحة وحصاد الحنطة والشعير، وكلها قطع تعكس روح البساطة والكدّ والعمل التي ميزت ذلك الجيل.

ويؤكد خليل الكاكائي، أنه ما يزال مستمراً في جمع هذه المقتنيات التراثية، ويسعى لتوسيع متحفه على نفقته الخاصة، حيث يتنقل بين محافظات العراق واقضية كركوك واقليم كردستان بحثاً عن أدوات قديمة تروي فصلاً من حكاية الماضي.

ويرى أن "الحفاظ على هذا التراث ليس مجرد هواية، بل رسالة تهدف إلى تعريف الجيل الجديد بحياة الاجداد وكيف عاشوا في زمن بسيط تسوده القناعة والمودة".

ويأمل ان يتحول متحفه مستقبلاً إلى وجهة ثقافية وسياحية تستقطب الزائرين والمهتمين بالتراث، ليبقى شاهداً على تاريخ المدينة وتنوعها، وليذكر الجميع أن كركوك، رغم اختلاف ألوانها ولهجاتها، تبقى مدينة تجمع القلوب تحت سقف واحد اسمه الذاكرة العراقية.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا