شفق نيوز- بغداد
أظهرت صور عامة متداولة، يوم الخميس، تفاقم أزمة الجفاف في نهري دجلة والفرات، ولاسيما في المناطق القريبة من محطة السحب الخاصة بمشروع ماء عنه غربي البلاد، حيث بدا تراجع منسوب المياه واضحاً، وانكشفت مساحات واسعة من قاع النهر.
وبيّنت الصور تكون جزر طينية وجفاف بعض المجاري الفرعية، إلى جانب تراكم النفايات في عدد من المناطق داخل المدن، ما يعكس بوضوح حدة أزمة المياه التي يعيشها العراق نتيجة الانخفاض المستمر في الإيرادات المائية من تركيا، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات الأمطار.
وفي السياق ذاته، وثقت عدسة وكالة شفق نيوز في مقاطع فيديوية انحساراً حاداً لمياه نهر دجلة، حتى بات بالإمكان قطع بعض أجزائه سيراً على الأقدام، في مشهد غير مسبوق يعكس حجم الكارثة البيئية التي تواجهها البلاد.
إلى ذلك، قال رئيس مؤسسة "جلجاموس" للآثار والاهوار علي جاسم المسافري، لوكالة شفق نيوز، إن "أهالي بغداد لاحظوا انخفاضاً كبيراً في منسوب نهر دجلة، وظهور جزر وسطية يمكن اجتيازها سيراً على الأقدام، نتيجة توقف الإطلاقات المائية من سد الموصل".
وأوضح، أن "الوضع الطبيعي للإطلاقات يجب أن لا يقل عن 350 مترا مكعبا في الثانية، بينما تصل حالياً إلى 210 أمتار مكعبة في الثانية، بسبب الواردات المحدودة من تركيا البالغة 130 مترا مكعبا في الثانية"، مضيفا أن "استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى استنزاف المخزون الاستراتيجي للمياه".
كما وحذر المسافري من "احتمال جفاف سد الموصل بنهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل"، معتبراً سقوط الأمطار هو "الأمل الوحيد لتحفيز تركيا على زيادة الإطلاقات".
وكان عضو مجلس النواب العراقي رائد المالكي، ذكر أمس الأربعاء، أن وزير الموارد المائية عون ذياب عبدالله امتنع عن التصريح بشأن حجم الخزين المائي في سد الموصل الحيوي الذي يُعد أكبر السدود في البلاد.
وكان وفد رفيع من الحكومة العراقية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجيّة فؤاد حسين قد زار انقرة في العاشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وبحث خلال الزيارة مع الجانب التركي ملف المياه وتعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال الحيويّ.
هذا ومن المقرر أن يزور وفد تركي رسمي العاصمة العراقية بغداد في وقت قريب للتباحث بشأن ملف المياه وتصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، وفقا لما صرح به مصدر مطلع يوم الأحد الماضي 19 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وكانت وكالة شفق نيوز، قد رصدت نهاية الشهر الماضي، صورا جوية صادمة تُظهر حجم الجفاف في نهر الفرات بقضاء الكفل،حيث برزت مساحات من اليابسة وسط النهر نتيجة الانخفاض الحاد في منسوب المياه.
ويعاني العراق من أزمة مائية استثنائية أدت إلى جفاف العديد من الأنهر الفرعية ومساحات شاسعة من الأهوار والمسطحات المائية إلى جانب انخفاض مناسيب المياه في السدود الخزنية، جراء شح الأمطار وحرمان تركيا من حصص العراق المائية.
وتعرض العراق إلى أربعة مواسم جفاف خلال الأعوام (2017، 2021، 2023، 2025)، وكان الجفاف الأخير هو "الأقسى منذ نحو 80 عاماً"، بحسب الخبير البيئي أحمد صالح.