شفق نيوز- كربلاء
شهدت مزارع تربية الأسماك في قضاء طويريج بمحافظة كربلاء خلال الأيام الأخيرة نفوقًا كبيرًا للأسماك، قدّره مربّون بنحو 5 إلى 6 آلاف سمكة يوميًا، مما أثار موجة من الغضب والاستياء بين أصحاب الأقفاص العائمة الذين يعتمدون على هذه التربية كمصدر رزق رئيسي لعوائلهم.
وقال المربّي بهاء علي الصليخي، وهو أحد أصحاب الأقفاص العائمة في المنطقة، والمجاز رسميًا من قبل الدولة: "نحن نربّي الأسماك منذ عام 1980، وفي كل عام، وتحديدًا في شهري نيسان وتشرين الأول، تصيبنا موجة مرضية خطيرة تؤدي إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك. للأسف، لا يوجد أي لقاح أو علاج فعّال لهذه الإصابة حتى الآن".
وأوضح الصليخي، لوكالة شفق نيوز، أن المربين يعانون منذ سنوات من غياب الحلول الجذرية، مطالباً وزارة الزراعة بالتواصل مع دول مجاورة لتوفير لقاح أو علاج لهذا الفيروس.
وتابع "من غير المعقول أن تبقى المشكلة من 2018 حتى 2025 بلا حل، خصوصًا وأن العراق بلد نفطي يملك الإمكانيات".
وبيّن الصليخي أنه يمتلك 50 قفصًا لتربية الأسماك من نوع الشبوط الشائع (الكارب) والسلفر كارب والكراص، وهي من أكثر الأنواع انتشارًا في الأقفاص العائمة.
وأشار إلى أن الموجة الأخيرة من المرض تزامنت مع شحّة حادة في المياه ونقص خطير في الأوكسجين داخل الأنهر والبحيرات، ما ضاعف حجم الخسائر بمعدل “أربعة أضعاف” عن السنوات السابقة.
وأضاف: "هذه السنة كانت الكارثة الأكبر… المياه خالية من الأوكسجين تقريبًا، والأسماك تموت يوميًا بأعداد كبيرة. الخسائر المالية تقدر بمئات الملايين من الدنانير. لدينا مربّون آخرون في الموقع يعانون من المشكلة نفسها، ولا أحد سلِم منها".
وأشار الصليخي إلى أن كل طن من السمك النافق يمثل خسارة كبيرة، موضحاً أن سعر الكيلو الواحد تجاوز 7,000 الاف دينار عراقي، ما يجعل الخسارة الإجمالية تقارب 800 مليون دينار.
وبحسب المربين، فإن عدد المربين المجازين رسميًا في موقع طويريج أكثر من 20 مربّيًا، يمتلكون ما يقارب 600 قفص عائم، جميعهم يعانون من ذات الإصابة التي تضرب الأسماك في فترات تغيير الجو.
ويناشد مربّو الأسماك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزارة الزراعة التدخّل العاجل لمعالجة الأزمة، مطالبين بحل "جذري" وليست وعودًا مؤقتة.
وتُعد الأقفاص العائمة لتربية الأسماك على ضفاف نهر الفرات في قضاء طويريج بمحافظة كربلاء، مصدراً رئيسياً للدخل للكثير من العوائل في المنطقة.
وتواجه الثروة السمكية في العراق منذ عام 2018 إصابات موسمية بفيروس "الكوي هربس" الذي يصيب سمك الكارب تحديداً، ويتنشط عند ارتفاع درجات حرارة المياه بين 25 و32 مئوية.
ويؤكد مختصون أن الفيروس لا ينتقل إلى الإنسان، فيما تتخذ دائرة البيطرة إجراءات سنوية للحد من انتشاره، تشمل رش مضادات الفيروسات في المياه ومراقبة حركة الأسماك بين المحافظات.
ووفق العادات العراقية الموروثة، فإن يوم الأربعاء هو اليوم المفضل لتناول السمك، اذ ترتفع مبيعات الاسماك كل اربعاء بمعدلات تفوق الأيام العادية، فيما يسود الكساد سوق الاسماك حالياً، بانتظار ان تعاود هذه السوق نشاطها بعد زوال المرض.