آخر الأخبار

ما مدى تأثير حظر استيراد الدواجن من إيران على السوق العراقية؟

شارك

شفق نيوز– كركوك/ بغداد

سارع العراق إلى حظر استيراد جميع أنواع الدواجن والطيور من إيران، عقب تسجيل إصابات بمرض إنفلونزا الطيور في عدد من مزارعها، في خطوة احترازية تهدف لحماية الثروة الحيوانية وصحة المواطنين.

ووجّه مدير عام دائرة البيطرة ثامر حبيب حمزة الخفاجي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، المستشفيات البيطرية في عموم العراق برفع أقصى درجات الإنذار، مع التأكيد على ضرورة التبليغ الفوري عن أي حالات نفوق أو إصابات مشتبه بها في حقول التربية، وإرسال عينات إلى المختبرات المركزية.

كما شدّد على إلزام المربين والعاملين بمستلزمات الحماية الشخصية وتطبيق قواعد الأمان الحيوي، ومنع الطيور البرية من الاقتراب من المزارع.

وأضاف أن "القرار يهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني من تداعيات أي تفشٍ محتمل للمرض، ولاسيما أن قطاع الدواجن يُعد من الركائز الأساسية في الأمن الغذائي العراقي".

وأكد الخفاجي، على دور الجهات الأمنية في السيطرة على المنافذ الحدودية والتدقيق في الشحنات التجارية، مبيناً أن "أي عملية نقل للدواجن داخل العراق يجب أن تكون مصحوبة بشهادة صحية بيطرية تؤكد سلامتها وخلوها من الأمراض".

واختتم بالقول إن "الوزارة تتابع عن كثب الوضع الوبائي في دول الجوار، وأن فرق التحري في المحافظات الشمالية والغربية تعمل على مدار الساعة لرصد أي مؤشرات مبكرة، بما يحول دون انتقال العدوى إلى الحقول العراقية".

استيراد نحو مليون طن سنوياً

في المقابل، قال الخبير الاقتصادي حسين محمد، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن "العراق يعتمد سنوياً على استيراد ما يقارب 800 ألف طن من منتجات الدجاج بأنواعها المختلفة، سواء المجزأة أو المصنعة، لتغطية احتياجات السوق المحلية التي تصل إلى أكثر من مليون طن سنوياً".

وأوضح أن "الإنتاج المحلي يغطي نحو 350 ألف طن من لحوم الدجاج سنوياً، إلى جانب إنتاج أكثر من 6.5 مليارات بيضة، ما يعني أن الاستيراد يبقى ركيزة أساسية في موازنة الطلب والعرض داخل الأسواق العراقية".

وأضاف محمد، أن "إيران تُعد إحدى الدول المورّدة للعراق، إذ صدّرت خلال العام الماضي ما يقارب 1,100 طن من لحوم الدجاج إلى السوق العراقية، وكانت تخطط لرفع صادراتها إلى 5,000 طن إضافية خلال الفترة المقبلة، قبل صدور قرار الحظر".

وأشار إلى أن "هذا القرار ستكون له تأثيرات محدودة على السوق من حيث حجم الإمدادات، لأن الكميات المستوردة من إيران تمثل نسبة بسيطة مقارنة بإجمالي ما تستورده البلاد من عدة دول أخرى، إلا أن أثره الصحي والوقائي كبير، كونه يمنع احتمال دخول الفيروس إلى البلاد".

وتابع الخبير الاقتصادي، قائلاً إن "العراق يمتلك طاقة إنتاجية متنامية في قطاع الدواجن يمكن تعزيزها خلال الأشهر المقبلة، خاصة إذا ما قدّمت الحكومة دعماً فنياً ولوجستياً للمربين المحليين عبر توفير الأعلاف بأسعار مدعومة، وضمان منافذ تسويق عادلة، وحماية المنتج الوطني من الإغراق الاستيرادي".

وأوضح أن "التجارب السابقة أثبتت أن أي حظر مؤقت على الاستيراد يرفع الأسعار في الأسواق خلال الأيام الأولى، لكن السوق سرعان ما تتوازن عند دخول منتجات بديلة من دول أخرى أو ارتفاع وتيرة الإنتاج المحلي".

يذكر أن وزارة الزراعة العراقية قد قالت في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن قرار حظر استيراد الدواجن من إيران "صدر بناءً على توصيات دائرة البيطرة، التي كثفت فرق الرصد والتحري في المحافظات كافة لمتابعة أي مؤشرات لانتقال العدوى عبر الطيور المهاجرة أو المستوردة"، مبينة أن "الحظر شمل جميع أنواع الدواجن الحية والمجمدة، والبيض، وطيور الزينة والجارحة، إضافة إلى أي منتجات أخرى من الدواجن قادمة من إيران".

وأعلنت السلطات الإيرانية، يوم الثلاثاء الماضي، تفشي السلالة (إتش 5 إن1) من إنفلونزا الطيور شديدة العدوى بين الدواجن في شمال البلاد، حسبما أفادت المنظمة العالمية لصحة الحيوان.

ويُعد هذا المرض من الأمراض الفيروسية التي تطورت وتكيّفت داخل أجسام الطيور، فيما يُعتبر النوع الأشد خطورة منه هو إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض (HPAI)، التي يمكن أن تسبب نفوقاً واسعاً بين الطيور وتُشكل تهديداً محتملاً للصحة العامة في حال انتقالها إلى الإنسان.

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل دونالد ترامب حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا