شفق نيوز- بغداد
أكد القائم بالأعمال الأميركي في بغداد، جوشوا هاريس، أن العراق ما يزال يحظى بمكانة محورية في سياسة الولايات المتحدة، نافياً أن يكون قد تراجع إلى الهامش في عهد الرئيس دونالد ترامب، كما يذهب بعض المراقبين.
وقال هاريس في مقابلة خاصة مع وكالة شفق نيوز، تنشر لاحقاً، إن "الولايات المتحدة الأميركية بقيادة الرئيس ترامب تضع مصلحة أميركا أولاً، وهذا مبدأ فاعل يتم تطبيقه هنا وفي جميع أنحاء العالم".
ومنذ مطلع ولاية ترامب الثانية، لم تسمِ الإدارة الأميركية سفيراً جديداً في بغداد، وهو ما اعتبره سياسيون ومراكز بحثية إشارة إلى تراجع الاهتمام الأميركي بالعراق، وربطه أكثر بالملف الإيراني أو بأي صفقات محتملة بشأن الاتفاق النووي.
لكن هاريس شدد في المقابلة على أن "واشنطن تركّز على مصلحتها وحماية مصالح العراق في آن واحد".
وأضاف أن الإدارة تعمل من خلال "فريق من المهنيين" يركّز على أن تكون أميركا "أكثر أمناً وقوة وازدهاراً"، موضحاً أن هذه الرؤية تنعكس في شراكات ثنائية "تلبي حاجة البلدين، الولايات المتحدة والعراق".
كما أشار هاريس إلى أن واشنطن تريد أن ترى عراقاً "مستقبلياً، سيداً، آمناً داخل حدوده، يساهم بشكل أساسي في استقرار المنطقة، وأكثر ازدهاراً من خلال التنمية والمشاركة الاقتصادية".
ويأتي الموقف الأميركي الحالي في وقت بالغ الحساسية، إذ يقع العراق وسط منطقة متوترة، يتزامن مع انسحاب القوات القتالية للتحالف، والجدل الدائم حول التوازن في علاقاته الإقليمية والدولية.
ومنذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 عبر تحالف غربي قادته واشنطن، ظل العراق ملفاً أساسياً في السياسات الأميركية، سواء في عهد بوش أو أوباما أو بايدن.
وتوزع اهتمام الإدارات الأميركية المتعاقبة بملف العراق حول عدة مسارات، حيث إدارة بوش الابن (2003- 2008) تعاملت مع العراق عبر وجود عسكري واسع النطاق، مع محاولات لإعادة بناء النظام السياسي.
بينما تبنت إدارة أوباما (2009- 2016) خيار الانسحاب الكامل عام 2011، وهو ما أدى إلى فراغ أمني استغله تنظيم داعش للتمدد، ما اضطر واشنطن للعودة عسكرياً ضمن التحالف الدولي عام 2014.
إدارة بايدن (2021- 2024) من جهتها ركزت على تقليص الوجود القتالي المباشر والاكتفاء بمهمة استشارية تدريبية، في إطار تفاهمات مع بغداد، لكنها ظلت حذرة إزاء النفوذ الإيراني.