شفق نيوز- بابل
مع غروب الشمس، يسير محمد عباس، راعي إبل من قرية الحراكصة التابعة لناحية الشوملي، 70 كم جنوب بابل، مع قطيعه في أراضٍ قاحلة بحثاً عن الماء وسط أزمة جفاف خانقة.
ويقول عباس، لوكالة شفق نيوز، إن "معاناتي مع شح المياه بدأت قبل خمس سنوات، بعد أن جفّ الجدول القريب الذي كنت أروي منه إبلي".
وأضاف أن "القرى المجاورة كلها جفّت أيضاً، ما اضطرني إلى الترحال من مكان إلى آخر مع قطيعي في محاولة لإيجاد مصدر ماء يقيه الهلاك".
أهالي المنطقة، يقولون لمراسل الوكالة، إن الجفاف لم يترك لهم سوى القلق على مواشيهم وحقولهم، مع نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات وتراجع المحاصيل الزراعية، فيما يطالبون الحكومة بإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة.
ورصدت عدسة وكالة شفق نيوز، صور عباس مع إبله عند الغروب، وهي تلخص مأساة البادية الجنوبية في بابل.
ويعاني العراق منذ سنوات من تراجع حاد في مناسيب المياه بسبب انخفاض الإطلاقات من دول المنبع، وعلى رأسها تركيا، التي تتحكم بجريان نهري دجلة والفرات عبر مشاريع وسدود ضخمة.
ورغم ذلك، أقدمت أنقرة مؤخرًا على زيادة الإطلاقات المائية باتجاه العراق، في استجابة جزئية للمطالبات الرسمية، وسط استمرار الدعوات العراقية لتثبيت حصة عادلة وثابتة تضمن الأمن المائي للبلاد.
وقد ضربت ازمة جفاف محافظات الجنوب، وخاصة ذي قار وميسان، وتسببت بهجرة كبيرة وانقطاع المياه في الأقضية والنواحي، فضلا عن الاهوار، التي لم تصلها المياه بشكل تام، كما أكد محافظ ميسان، في وقت سابق لوكالة شفق نيوز.