آخر الأخبار

"زقاق الفن" يُحوِّل معرض بغداد الدولي للكتاب إلى ورشة إبداع حي (صور)

شارك

شفق نيوز/ بغداد

في زاوية مضيئة بألوان الزيت والفحم داخل حدائق معرض بغداد الدولي للكتاب، تجلس زهراء أكرم وهي تمسك بريشتها كما لو كانت تمسك بقصتها الأولى وهي تتحوّل شيئا فشيئا أمام أعين الجمهور إلى لوحة تنبض بالحياة، وذلك عبر فضاء أطلق عليه هذا العام اسم "زقاق الفن" الذي يضم مختلف الفنون التشكيلية من اللوحات الفنية .

الشابة زهراء تروي لوكالة شفق نيوز، قصتها مع هذا الفن، قائلة، إنها "متعلقة بفن الرسم والتشكيل منذ صغرها، ودرست في كلية الفنون الجميلة من اجل تعميق تجربتها وانضاجها في مجال الفن التشكيلي ".

وتضيف أنه "سبق لها المشاركة في العديد من المعارض الفنية، ولكن مشاركتها في زقاق الفن اكسبتها عمقا أكبر، اذ تعرفت خلال هذه المشاركة على عدد كبير من الفنانين والفنانات كما ان الحوار المفتوح زادها وعياً وعمقاً في تفاصيل هذا الفن العميق"، مؤكدة أن "المدرسة الواقعية هي الأقرب إلى نفسها، وانتجت العديد من الرسومات واللوحات التشكيلية في هذا الإطار ".

فيما يرى منظمو هذه الفعالية، أن "فعاليات الرسم والتشكيل والنحت، تختلف هذا العام عن المشاركات السابقة في معرض الكتاب، لأن الرسامين والفنانين لم ياتوا الى المعرض بلوحات جاهزة لعرضها أمام الجمهور .

أما المشرف على زقاق الفن، النحات عمر القيسي، فيقول: "ارتئينا بدورة معرض الكتاب الدولي لهذا العام ان نفتح باباً جديداً للفن التشكيلي، عبر "السمبوزيوم" الذي يسمح في التواصل بين الفنان والاعلاميين والجمهور الثقافي بشكل مباشر، ويتيح للحاضرين مناقشة الفنان والرسام عن لوحته التي يبدأ برسمها داخل المعرض ".

ويضيف القيسي، لوكالة شفق نيوز، أنه "تم تحديد ثلاثة ايام لكل فنان وفنانة لإنجاز لوحته الفنية، حيث يبدأ العمل باللوحات من الساعة الرابعة عصراً وحتى العاشرة مساء من كل يوم"، منوها إلى أن "الفنان في السمبوزيوم ، يتابع العمل لوحته يومياً من اجل انجازها في الوقت المحدد وبحضور مثقفين وأكاديميين ومهتمين بالشأن الفني ".

وبحسب القيسي، فإن "الفنان خلال عمله باللوحة الفنية يجيب عن اسئلة الحاضرين المتعلقة بشكل اللوحة ومضمونها والألوان المستخدمة فيها، بهدف بناء جسر من العلاقة الفنية والموضوعية الهادفة بين الرسامين والجمهور"، مشيراً إلى أن "الرسامين والرسامات حصلوا عبر مشاركتهم في زقاق الفن على فرص عمل من خلال تكليفهم من قبل بعض الحاضرين بإنتاج لوحات او رسومات مختلفة ".

وتعد تجربة السمبوزيوم من التجارب المهمة التي تجمع مختصين في مجالات علمية وفنية مختلفة لتبادل الخبرات واقامة ورش الرسم والنحت والأدب، تسهم بخلق حوارات بناءة بين الفنانين والحاضرين .

في المقابل، تشير المشاركة في زقاق الفن زينة سمير، إلى اهمية "الدراسة الاكاديمية في صقل المواهب في مجال الفن التشكيلي"، مبينة أنها "درست بكلية الفنون الجميلة بعد تخرجها من كلية الادارة والاقتصاد لتوجيه بوصلتها الفنية وتحديد مسارات إنتاجها الفني على وفق منظومة متكاملة من المعلومات الخاصة بالفن التشكيلي وسماته واتجاهاته ومدارسه الفنية ".

وتؤكد أن "المشاركة بهذا الزقاق كانت غنية، حيث قدم لها المشرفون جميع السبل الممكنة لمساعدتها على انتاج لوحتها التي تميل الى الواقعية في شكلها والوانها الزيتية ".

ويعد العراق من البلدان المتقدمة في فن النحت والتشكيل الذي برز فيه فنانون رواد تركوا جداريات خالدة في العاصمة بغداد، كجدارية نصب الحرية للراحل جواد سليم وحمامات السلام للراحل فائق حسن وغيرها، فيما يواصل الجيل التشكيلي الجديد انتاج لوحات وجداريات تنتمي إلى مدارس فنية مختلفة، وتجسد مختلف القضايا الانسانية والاجتماعية والرؤى الفلسفية .

بدورها، تقول الرسامة در أسمر، إن "مشاركتها بهذا الزقاق تمت بعد أن أطلق المشرفون استمارة قبل انطلاق فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب قبل انطلاق فعالياته بشهرين ".

وتضيف في حديثها لوكالة شفق نيوز، أنه "تم قبول مشاركتي بعد ملأت الاستمارة مصحوبة بنماذج من لوحاتي"، مؤكدة أن "زقاق الفن فرصة حقيقية للفنانين الشباب للارتقاء بقدراتهم وتطوير أدواتهم الفنية من خلال التعرف على تجارب الآخرين وتبادل الحوارات والخبرات ".

وتكمل: "إن لوحتها التي تقوم بانجازها حاليا تمزج بين مدرستين تعبيريتين، لكنها تتسم بوحدة الموضوع وتنتهي بخطاب فني واضح يتمحور حول الحب كهدف أسمى للعيش ".

ولاشك فان مشاركة الرسامين والرسامين الشباب في هذا السمبوزيوم وبعرض تلقائي ومفتوح أمام النخب الثقافية والفنية من مختلف الجنسيات ممن حضروا فعاليات معرض الكتاب الدولي ببغداد ، سيمنح هؤلاء الشباب مزيداً من الثقة بالذات، ويدفعهم للتطلع والتحليق نحو فضاءات أرحب في هذا الفن الفسيح .

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا