شفق نيوز- الأنبار
أعلنت حكومة الأنبار المحلية غرب العراق، يوم الأحد، استئناف العمل بإنشاء سد المساد في قضاء الرطبة، بعد توقف دام 11 عاماً بسبب الأوضاع الأمنية.
وأوضح قائممقام قضاء الرطبة، عماد الريشاوي لوكالة شفق نيوز أن "العمل في السد يسير بوتيرة جيدة، من خلال شركة الرافدين لتنفيذ السدود الحكومية، ومن المتوقع إكمال هذا المشروع قريباً".
وأكد الريشاوي على أهمية السد في هذه الفترة من السنة، خصوصاً مع شح المياه، مبيناً أن "سد المساد يعد جزءاً من مجموعة سدود تم الإعلان عنها وإقرارها من قبل وزارة الموارد المائية لحصاد المياه في محافظة الأنبار ومحافظات أخرى"، معرباً عن أمله في أن يتم تنفيذ السدود الأخرى في وقت لاحق.
يذكر أن سد المساد بدأ العمل فيه قبل عام 2014، ثم توقف المشروع بسبب الظروف الأمنية في المحافظة، ويهدف السد إلى تخزين المياه وتنظيم مواردها في منطقة شحيحة المياه، خصوصاً خلال فصل الصيف وفترات الجفاف.
ويمتلك العراق منظومة من السدود والخزانات أنشئت في فترات مختلفة من القرن الماضي، بهدف تنظيم الموارد المائية، وتأمين الري، وتوليد الطاقة، وتقليل مخاطر الفيضانات.
ومن أبرز هذه السدود، سد الموصل الذي افتُتح عام 1986 على نهر دجلة شمالي نينوى، وسد حديثة في الأنبار الذي بدأ تشغيله عام 1987 على نهر الفرات، إلى جانب سد دوكان (1959) وسد دربندخان (1961) في إقليم كوردستان.
ورغم أهمية هذه المنشآت، إلا أن العراق لم يشهد بناء سدود استراتيجية جديدة منذ ثمانينيات القرن الماضي، ما جعله يواجه تحديات مضاعفة في ظل التغير المناخي وتراجع الإطلاقات المائية من دول الجوار.
وكانت وزارة الزراعة، أكدت الشهر الماضي، أن العراق تحول من مرحلة شحة المياه إلى ندرة المياه، متوقعة تقليص الخطة الزراعية للحنطة والشعير.
من جهته، قال وزير الموارد المائية عون ذياب، إن العراق يمر بأصعب سنة مائية لم تشهدها البلاد منذ عقود مضت بسبب شح الأمطار وقلة الإيرادات من دول أعالي المنبع، مشدداً على الحاجة الملحة لزيادة الإطلاقات المائية لمواجهة التحديات المائية، خاصة مع تفاقم آثار التغير المناخي.
وتشتد أزمة الجفاف في العراق على نحو غير مسبوق، نتيجة لقلة هطول الأمطار خلال السنوات الماضية بفعل التغير المناخي، والسبب الثاني يعود إلى تراجع مستويات المياه الواصلة عبر نهري دجلة والفرات، جراء سياسات مائية لإيران وتركيا أبرزها بناء السدود على المنابع وتحويل مساراتها، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية في البلاد.
وكان المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق أفاد مؤخراً بأن البلاد فقدت نحو 30% من الأراضي الزراعية المنتجة للمحاصيل بسبب التغيرات المناخية خلال السنوات الثلاثين الأخيرة.
ويعد العراق من أكثر خمس دول تضرراً من التغير المناخي بحسب تقارير للأمم المتحدة ومنظمات دولية معنية بالموضوع.