شفق نيوز - بغداد
نأت الدعوة السلفية في العراق، يوم السبت، بنفسها عن مقتل إمام وخطيب جامع في العاصمة بغداد، معلنة براءتها عن جماعة المداخلة التي اعتبرتها جماعة "متطرفة ومنحرفة".
وذكر بيان صادر عن مشايخ الدعوة في عدة محافظات ورد لوكالة شفق نيوز، أن "شرذمة من المداخلة قامت يوم الجمعة، الماضي بقتل الشيخ القره غولي، المعروف بوسطيّته واعتداله، و منابذته للأفكار المتطرّفة، والذين ما كانوا ليصلوا إلى مرحلة الاستهتار هذه لولا دعم بعض القيادات السياسيّة لهم، و تنسيقهم مع بعض المُغرر بهم من القيادات الأمنيّة في تلك المناطق، وغيرهم من أصحاب العلاقة".
وأضاف: "براءة الدعوة السلفيّة في العراق من الفكر المدخليّ المنحرف جملة وتفصيلًا، فالسلفيّة الحقّة بريئة من هذه الأفكار والممارسات التي تتنافى مع أصولها وقواعدها"، مؤكداً ضرورة "التمسّك بالمنهج الوسطيّ المعتدل، الذي يجمع ولا يُفرّق، وينصح ولا يفضح ويصبر ولا يتسارع، ويُقدّر الخلاف ولا يجعله سبباً للشقاق".
وتابع البيان: "لا يمكن اعتبار المنهج المدخليّ مُمثّلًا للسلفيّة بصفة عامّة، بل هو تيّار خاص له سماته التي خالف بها المنهج السلفيّ الوسطيّ في العديد من القضايا الجوهريّة، فضلاً عن مفاصلة كلّ من يثبت انتماؤه وتبنّيه للفكر المدخليّ المنحرف، بتشخيصه ورفض نسبته إلى السلفيّة صيانة للمجتمع من تطرّفه الذي يُريد تمريره باسم الدعوة السلفيّة".
ودعا البيان، ممّن تبنّى هذا النهج المنحرف إلى "مراجعة أنفسهم، والإسراع بمفارقة هذه الجماعة التي ستقودهم في نهاية المطاف إلى صراع مع المجتمع الذي يعيشون فيه، وربما وصولًا إلى الفتنة والاقتتال"، مطالباً أصحاب العلاقة من المسؤولين كلّ بحسب اختصاصه بأن "يُمارسوا دورهم في الحد من نشاط التوجّهات المتطرّفة والدخيلة على المجتمع العراقي كافة".
كما ختم البيان، حديثه قائلاً: "ندعو الجميع وخاصة السياسيّين، والإعلاميّين، والأمنيّين، والمحلّلين، وعلماء الدين والدعاة إلى عدم الخلط بين الدعوة السلفيّة النقيّة المعتدلة القائمة على الوسطيّة والسماحة الإسلاميّة، وبين الجماعة المدخليّة المتطرّفة المنحرفة، غُلاة التجريح والهجر".
وشكلت لجنة تحقيقية برئاسة قيادة عمليات بغداد وعضوية وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني، للتحقيق في ملابسات وفاة الإمام والخطيب الشيخ القرغولي، بناءً على توجيه رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني.
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت، أمس الجمعة، إلقاء القبض على عدد من المتهمين بقتل الشيخ القرغولي، فيما أفاد مصدر أمني أن مشادة كلامية مع المصلين في جامع كريم الناصر بمنطقة الدورة جنوبي بغداد سبقت وفاته.