شفق نيوز- بغداد/ دمشق
أكدت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، مساء السبت، نقل نحو 18 ألف شخص عراقي من مخيم الهول الذي يضم عائلات من تنظيم داعش في محافظة الحسكة السورية إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى، فيما بينت أنه لا يزال هناك نحو 5 آلاف عراقي في المخيم.
وذكر المتحدث باسم الوزارة، علي عباس جهانكير، لوكالة شفق نيوز، أن "آخر وجبة عادت من مخيم الهول كانت في 28 حزيران/يونيو 2025، تضم أكثر من 223 عائلة، يبلغ عددهم 839 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وبهذا يكون مجموع ما تم نقله نحو 18 ألف شخص حتى الآن، والمتبقي لا يتجاوز 5 آلاف شخص".
ووفقاً لجهانكير، فإن "الرجال يشكلون ما نسبته %20 من مجموع العائلات التي نقلت إلى مخيم الجدعة (الأمل) في محافظة نينوى، لإخضاعهم إلى برامج تأهيلية تمهيداً لإعادة دمجهم في المجتمع".
وأشار إلى أن "الأطفال يشكلون نسبة %65 من سكان مخيم الهول، وينقسم الأطفال إلى فئتين الأولى من حديثي الولادة حتى خمس سنوات، والثانية من 12 إلى 18 عاماً".
وأكد المتحدث أن "وزارة الهجرة والجهات الساندة لها ملتزمون بنقل العوائل النازحة (رعايا العراق) إلى جانب مناشدة الدول التي لديها رعايا ضمن المخيم لنقل مواطنيهم إلى بلدانهم".
وبحسب جهانكير، فإن "بعض الدول استجابت للدعوات، لكن البعض الآخر لم تتخذ أي إجراء حتى الآن إزاء مواطنيهم القابعين في مخيم الهول".
واختتم المتحدث العراقي أن "مهمة وزارة الهجرة تنتهي بنقل جميع العراقيين وإغلاق المخيم أو تحويله إلى مرفق آخر، وهذا مرهون بإدارة دمشق كون المخيم يقع داخل الحدود السورية".
وعن آلية نقل العراقيين من مخيم الهول إلى محافظة نينوى، أكدت مصادر مطلعة أن "الدفعات التي تصل إلى البلاد تخضع إلى إجراءات أمنية مشددة من خلال مطابقة المعلومات وتدقيق ملفاتهم الشخصية، ومن ثم يتم فرزهم وفق ما تقتضيه خطط الدمج المجتمعي".
وبينت المصادر لوكالة شفق نيوز أن "بعض العائلات تحتاج إلى جهود كبيرة لتغيير مفاهيمهم، لاسيما الشباب اليافعين الذين عاشوا طفولتهم داخل مخيم تسوده الأفكار المتطرفة، وغياب أحد أفراد الأسرة (الأب، الأم، الأخ) بسبب العمليات الأمنية، فضلاً عن الأحداث الأمنية التي تحصل داخل أقسام المخيم بين الحين والآخر".
وتتكرر محاولات الهروب أو الإخلال بالأمن في داخل مخيم الهول، وآخر تلك الأحداث ما أعلنته قوى الأمن الداخلي "الآسايش" في شمال شرق سوريا، الأربعاء الماضي 3 أيلول/سبتمبر الجاري، عن إحباط محاولة فرار جماعية لـ56 شخصاً من المخيم، وعلى إثرها أطلقت قوى الأمن أمس الجمعة عملية أمنية بدعم من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتحالف الدولي.
ووفقاً لبيان "الآسايش"، فإن المخيم شهد خلال الأشهر الأخيرة أكثر من 30 هجوماً استهدف عاملين في المجال الإنساني وأدى إلى تخريب مرافق خدمية، ما وضع حياة آلاف المدنيين في خطر وعرقل جهود الإغاثة والاستقرار.
ومنذ العام 2021، بدأت الحكومة العراقية، بالتعاون مع منظمات دولية، تنفيذ خطة لإعادة عائلات عراقية من المخيم إلى البلاد، حيث يتم استقبالهم في مخيم الجدعة لإعادة تأهيلهم اجتماعياً ونفسياً، وسط اعتراضات محلية متكررة، ولاسيما من ذوي ضحايا تنظيم داعش في نينوى، الذين يبدون تخوفهم من عودة هذه العائلات إلى مجتمعاتهم.