آخر الأخبار

في بلد النخيل.. مزارعو التمور يصارعون الوحش اعتزازاً بأرضهم (صور)

شارك

شفق نيوز- بابل

لم يكن يعلم المزارع علي كاظم أبو حسين (40 عامًا)، وهو من منطقة بيرمانة في قضاء السياحي في محافظة بابل أن بساتينه سوف يطالها الجفاف الذي ضرب البلاد بفعل التغيرات المناخية، ونقص الإيرادات المائية في نهري دجلة والفرات نتيجة سياسات دول المنبع، متسببا بخسارته قرابة ثلاثة أطنان من أصناف التمور المختلفة.

وكانت البساتين تنتج في المواسم السابقة ما بين أربعة إلى خمسة أطنان من أصناف التمر المختلفة مثل الزهدي، الخستاوي، الشكر، والمكتوم، لا تنتج اليوم سوى قرابة ثلاثة أطنان فقط، بسبب قلة الأمطار والجفاف المستمر.

وبحسب أبو حسين، الذي تحدث لوكالة شفق نيوز، فإن "العنكبوت والأمراض الزراعية فاقمت الأزمة"، مبينا أن "أشجار النخيل تعاني من عطش شديد وضعف واضح نتيجة شح المياه، خصوصًا مع اعتماد الري على الآبار ذات الكلفة العالية والصعوبة في تشغيلها".

وشهدت بساتين النخيل في قضاء السياحي بمحافظة بابل تراجعا ملحوظا في إنتاج التمور خلال السنوات الأخيرة، حيث قدّر عدد من المزارعين المحليين نسبة الانخفاض بأكثر من 40% مقارنة بما كانت عليه قبل خمس سنوات.

ويؤكد المزارعون هناك، أن استمرار موجات الجفاف وغياب الدعم الزراعي الكافي ينذران بتراجع أوسع في زراعة النخيل بمحافظة بابل، ما قد يهدد واحدة من أقدم وأشهر البيئات الزراعية المنتجة للتمور في العراق.

وتتراوح أسعار بعض الأصناف هذا الموسم بين 600 دينار للكيلوغرام من الزهدي والخستاوي والشكر، وصولًا إلى 2000 دينار للكيلوغرام الواحد من المكتوم الصافي الخالي من الأمراض، فيما يباع المكتوم العادي بألف دينار فقط، وهو ما يعكس تراجع الجودة بسبب الظروف المناخية القاسية.

وتواجه بساتين النخيل في العراق بشكل عام، أزمة حادة نتيجة الإهمال والتجريف، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي، إذ تُعتبر هذه البساتين، التي تمتد لعقود، جزءًا أساسيًا من التراث الزراعي والثقافي، حيث تلعب دورًا محوريًا في توفير المواد الغذائية والمنتجات الزراعية.

ولم يفلح العراق منذ منتصف القرن الماضي بوضع حلول نهائية لأزمة المياه المتكررة، حتى باتت ورقة ضغط بيد دول المنبع، وتحديدا تركيا، لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية عبر التحكم بتدفق المياه إلى البلاد.

وكانت النائب عن كتلة تيار الفراتين رقية النوري، قد كشفت في 7 آب أغسطس الماضي، عن نزوح 24,500 عائلة داخل العراق بسبب الجفاف والتغيير المناخي، مشيرة إلى أن الحكومة وضعت 6 معالجات لتقليل موجة النزوح في الجنوب.

وتُعد مناطق الجنوب والفرات الأوسط الأكثر تضررا، حيث بدأت تظهر تداعيات الجفاف بشكل واضح من خلال الهجرة القسرية للسكان، وانخفاض الإنتاج الزراعي، وتهديد مصادر مياه الشرب.

يذكر أن العراق كان يفتخر بكونه “بلد النخيل”، ويملك أجود أنواع التمور، لكنه يعاني اليوم من تشتت في المؤسسات المعنية، والأهم هو إهمال الشركة الوحيدة في العراق المعنية بالأمر، وهي “الشركة العراقية لتصنيع وتسويق التمور” التي انهارت تماما بعد العام 2003، بحسب اعتراف وزارة الزراعة.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا