شفق نيوز– البصرة
عُثر في قرية النجيرة ضمن قضاء القرنة ناحية الثغر بمحافظة البصرة أقصى جنوبي العراق، على أحد أخطر أنواع الأفاعي السامة والمعروفة محليًا باسم "وحش الأهوار".
وتُعد هذه الأفعى من الأنواع شديدة السمية والخطورة، وتنتشر عادة في مناطق الأهوار والمسطحات المائية، فيما يؤكد مختصون أن سمّها قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج المناسب بسرعة، ما يجعلها تهديدا حقيقيا لحياة السكان في المناطق الريفية.
وقال عباس علي - أحد أهالي قرية النجيرة - لوكالة شفق نيوز: "تفاجأنا بوجود الأفعى قرب أحد الجداول المائية في القرية، وهذا الأمر أثار حالة من الهلع بين الأهالي، خاصة مع غياب فرق متخصصة للتعامل مع مثل هذه الحالات".
من جانبه، أوضح الناشط البيئي عبد الستار البصري، أن "انتشار هذه الأفاعي في مناطق الأهوار مرتبط بعدة عوامل بيئية، بينها ارتفاع درجات الحرارة وجفاف بعض المسطحات المائية، ما يدفعها للبحث عن أماكن جديدة للعيش".
وبحسب البصري، الذي تحدث للوكالة، فيجب على الجهات المختصة تنفيذ برامج توعية وتوفير الأمصال المضادة في المراكز الصحية القريبة، إلى جانب تشكيل فرق متخصصة لرصد هذه الأفاعي والتعامل معها بشكل علمي وآمن.
ووفق خبراء الأحياء، فإن "وحش الأهوار" هو الاسم المحلي لأحد الأنواع النادرة من الأفاعي الرقطاء المائية التي تعيش في بيئات الأهوار والأنهار، ويصل طول هذه الأفعى أحيانا إلى متر ونصف المتر، وتتميز بلونها البني الداكن المموج مع خطوط فاتحة تساعدها على التمويه بين النباتات المائية.
ويحتوي سمها على مزيج قوي من السموم العصبية والدموية التي تؤثر بشكل سريع على الجهاز العصبي والدورة الدموية للإنسان، مسببة تورماً ونزيفاً داخلياً وفشلاً في الأعضاء الحيوية إذا لم يتم التدخل الطبي الفوري، وتفضل هذه الأفاعي التغذي على الأسماك والضفادع، لكنها قد تهاجم البشر إذا شعرت بالتهديد أو تم الاقتراب من موطنها.
هذا وتشير تقارير بيئية إلى أن التغيرات المناخية وجفاف مساحات واسعة من الأهوار خلال السنوات الأخيرة قد ساهمت في زيادة ظهور هذه الأفاعي في المناطق السكنية القريبة، ما يتطلب خططاً عاجلة لحماية الأهالي والبيئة معاً.