شفق نيوز- بغداد
أكدت الحكومة العراقية، اليوم الاثنين، دعمها لجهود التعرف على ضحايا موقع "الخسفة" في نينوى وتوثيق الجريمة، متعهدة بضمان حقوق الضحايا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي، في بيان، ورد إلى وكالة شفق نيوز، أن الشواهد والأدلة على إجرام عصابات داعش الإرهابية ما زالت تظهر حتى بعد سنوات من هزيمتها وانحدارها، مؤكداً التطهير الكامل لأرض العراق من عناصرها الذين ارتكبوا أسوأ الانحرافات الفكرية والعدوانية في المنطقة خلال العقود الأخيرة.
وأشار العوادي إلى الجرائم الإرهابية المكتشفة في موقع "الخسفة" بمحافظة نينوى، الذي يحتوي على رفات آلاف الضحايا من العراقيين الأبرياء من مختلف المكونات، مؤكداً أن الحكومة ستدعم جميع الجهود الفنية والقانونية للتعرف على الضحايا وخدمة ذويهم وحماية حقوقهم، إضافة إلى توثيق هذه الجريمة وتعريف العالم بحجمها.
وأضاف أن هذه الأدلة تثبت يومًا بعد يوم حجم الوحشية التي مارسها الإرهاب، والتي تمثل امتدادًا للممارسات الدكتاتورية السابقة ضد الشعب العراقي، مؤكداً في الوقت ذاته حجم انتصار العراقيين وتقدير الدماء الغالية التي أُهدرت من أجل تحقيق هذا الانتصار.
وأمس الأحد، باشرت الحكومة المحلية في محافظة نينوى، بفتح حفرة "الخسفة" التي اتخذها تنظيم داعش مقبرة له لرمي جثث من يقوم بإعدامهم أبان سيطرته على مدينة الموصل في أواسط العام 2014 والتي استمرت لمدة ثلاث سنوات قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادتها من قبضته.
وقد تم فتح مقبرة "الخسفة" الجماعية من قبل المحافظ عبد القادر الدخيل، ورئيس محكمة استئناف نينوى القاضي رائد المصلح بحضور عدد من المسؤولين المحليين والمعنيين بملف المقابر الجماعية.
والحفرة التي تعرف بـ"الخفسة" محلياً، حفرة جيولوجية عميقة تبعد نحو 20 كيلومتراً من جنوب الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق، وتعد واحدة من المقابر الجماعية التي استخدمها "داعش" لتغييب جثث ضحاياه خلال سيطرته على الموصل بين حزيران/يونيو 2014 وتموز/يوليو 2017.
ويقدر عدد الذين أعدمهم التنظيم المتشدد والقاهم في الحفرة نحو 3 آلاف، ويتحدث البعض عن أعداد مضاعفة مرتين أو ثلاثة.
ورغم المطالب الشعبية المتكررة من قبل أهالي نينوى والجهات الحقوقية لمعرفة حقيقة ما حدث وتحديد مصير المفقودين، بقيت الحفرة مغلقة على مدى الأعوام التي تلت تحرير الموصل من تنظيم داعش وإعلان هزيمته عسكرياً في العام 2017.
وما يزال موضوع حفرة الخسفة التي تُصنف كأكبر مقبرة جماعية في العالم محط اهتمام المجتمع الدولي والمحلي، حيث يستمر الضغط على السلطات المختصة لاتخاذ إجراءات عاجلة تُفضي إلى كشف أسرارها وتقديم الأمل لأسر الضحايا الذين ما زال مصيرهم مجهولاً.