شفق نيوز- نينوى
أكد محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، خلال زيارته مشروع سد الموصل، يوم الخميس، أن السد "بخير" رغم التحديات المناخية وظاهرة التصحر الناتجة عن قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مشدداً على أهميته كـ"الشريان الرئيس" الذي يغذي المحافظات والبحيرات الواقعة ضمن حوض نهر دجلة.
وقال الدخيل، لوكالة شفق نيوز، إن إدارة السد نجحت في إطلاق كميات من المياه تفوق ما يرد من المنبع، وهو ما وصفه بـ"إنجاز يُحسب لها"، مؤكداً حرص الحكومة المحلية على دعم إدارة السد لتجاوز أزمة الصيف، ووضع خطط استراتيجية لضمان الأمن المائي.
وأضاف أن هناك حاجة ماسة لحملات توعية للمواطنين في ظل ارتفاع معدلات استهلاك الفرد، داعياً الجميع للحفاظ على هذه الثروة الحيوية.
وثمّن المحافظ، العمل الذي تقوم به إدارة محطات كهرباء السد والسد التنظيمي، فضلاً عن مساهمة الوارد التركي في تعزيز الشبكة الوطنية.
يذكر أن رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية فالح الخزعلي، كشف لوكالة شفق نيوز، في 31 تموز/ يوليو الماضي، أن العراق عرض على تركيا تسهيلات اقتصادية، منها زيادة التبادل التجاري واستيراد وقود الكهرباء، مقابل رفع الإطلاقات المائية، لكن أنقرة لم ترد.
وبيّن الخزعلي أن العراق يحتاج إلى 800 متر مكعب في الثانية، بينما لا تتجاوز الإطلاقات التركية 350 متراً مكعباً، وقد تنخفض إلى 300، مما يهدد عمل محطات معالجة المياه، خاصة في بغداد، محذراً من تداعيات اجتماعية بسبب استمرار الشحة، خصوصاً في الوسط والجنوب.
وكانت الحكومة العراقية أعلنت أواخر الشهر الماضي، موافقة تركيا وسوريا على زيادة الإطلاقات المائية، بعد جهود دبلوماسية، إذ أطلقت تركيا 420 متراً مكعباً عبر نهر دجلة، و320 إلى سد الموصل، في خطوة لتخفيف الأزمة.
ويواجه العراق منذ سنوات أزمة جفاف متفاقمة، تُعد من أخطر التحديات البيئية في تاريخه الحديث، نتيجة التغير المناخي وانخفاض معدلات الأمطار، إضافة إلى التراجع الكبير في واردات المياه من دول المنبع كتركيا وإيران.
وأدت هذه العوامل إلى تقلص المساحات المزروعة، وتزايد التصحر، وتضرر الأمن الغذائي، ما أثر بشكل مباشر على معيشة ملايين العراقيين، خصوصاً في المناطق الزراعية والريفية.
وبالتوازي مع الجفاف، يعاني العراق من نقص حاد في الخزين المائي داخل السدود والخزانات، حيث تراجعت المستويات إلى ما دون المعدلات الآمنة.
بدورها، أطلقت وزارة الموارد المائية تحذيرات متكررة بشأن تدني الخزين، وأكدت أنها تعتمد خططاً لتوزيع المياه وفق أولويات الشرب والبستنة، في ظل غياب خطة زراعية صيفية شاملة.