شفق نيوز- بابل
في مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي حول خطر المخدرات، أطلقت مديرية شؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في محافظة بابل، موكبًا توعويًا تثقيفيًا هذا العام، تمثل على هيئة متحف مفتوح يُعرّف الزائرين بخطورة آفة المخدرات على الفرد والمجتمع، مع التركيز على الشباب كأكثر الفئات استهدافًا.
وجاء هذا الموكب ضمن فعاليات حملة توعوية موسعة، حيث احتوى على مجسمات تمثل المواد المخدرة الشائعة مثل: الكريستال، الكبتاجون، الحشيش، والهيروين، بالإضافة إلى نماذج تمثّل مراحل الإدمان، من أول تعاطٍ وصولاً إلى فقدان السيطرة الكاملة.
كما تم عرض بروشورات تعريفية وشروحات مفصلة عن تأثير هذه المواد على الصحة النفسية والجسدية، فضلاً عن أثرها في تدمير النسيج الاجتماعي والأسري.
وقال أحد ضباط المديرية المسؤولين عن الموكب، لوكالة شفق نيوز: "أردنا هذا العام أن يكون العرض مختلفاً، وأن يلامس الناس بشكل مباشر ويزرع فيهم وعي حقيقي بخطورة الإدمان، وأن يكونوا جزءًا من الحل، لا متفرجين فقط.”
وتابع: "لدينا اليوم أجهزة وجهود استخباراتية متكاملة لمتابعة ملف المخدرات، لكن الهدف الأساسي ليس السجن، بل العلاج، والعودة الآمنة للمجتمع".
كما سلط المعرض الضوء على البرامج الحكومية والخطوات القانونية المتبعة لعلاج المتعاطين، مستعرضًا المادتين 39 و40 من قانون مكافحة المخدرات رقم 50 لسنة 2017، حيث تسمح المادة 40 للمتعاطين بالتقدم طوعًا للعلاج دون أن تترتب عليهم تبعات قانونية.
وتم توضيح الفارق القانوني والإنساني بين "المتعاطي" و"التاجر"، مؤكدين أن المتعاطي ضحية ويستحق الدعم لا العقاب.
البرنامج شمل أيضاً توعية حول مراكز العلاج المجانية في المحافظة، ومنها "مصحة الإمام الصادق" التي تقدم العلاج بسرية تامة على يد كوادر متخصصة من أطباء ومعالجين نفسيين، والتطرق كذلك إلى جهود وزارة الداخلية في إنشاء مصحات قسرية في 2023 و2024، والتي حققت نتائج ملموسة في إعادة تأهيل المتعافين ودمجهم في المجتمع.
ولم يقتصر المتحف التوعوي على العرض فقط، بل شمل حوارات مباشرة مع الزوار الوافدين سيرا على الأقدام الى كربلاء، وفتح باب الأسئلة والنقاش حول سبل الوقاية، وطرق حماية الأبناء من هذه الآفة. كما تم عرض قصص نجاح لأشخاص تعافوا من الإدمان وبدأوا حياة جديدة.
وهذه المبادرة لاقت تفاعلًا واسعًا من أهالي الحلة، خصوصًا والزوار من فئة الشباب، وأثنت عليها العديد من الجهات المعنية بمكافحة المخدرات والتوعية المجتمعية، داعين إلى تكرارها في محافظات أخرى.