آخر الأخبار

بعد قرون من الابداع.. "المقام العراقي" إرث موسيقي يتلاشى بصمت

شارك

شفق نيوز- ترجمة خاصة

تتزايد الخشية من اندثار الموسيقى العراقية التقليدية التي يعود عمرها إلى قرون، بحسب ما ذكرت صحيفة " ذا ناشيونال " الصادرة بالإنجليزية، في تقرير سلط الضوء على إصدار المغني العراقي المنفي حامد السعدي ألبومه الجديد بعنوان "مقام العراق"، وهو الأول له منذ 25 عامًا، لكنه غير واثق من أن هناك من يستمع إليه.

ويُعرف السعدي (67 عاماً) بأنه أبرز ممارس للمقام العراقي، وهو المغني الوحيد الذي أتقن مكونات التقليد بالكامل، والمؤلفة من 56 قطعة، كما أنه مؤلف أول مقامين جديدين خلال القرن الماضي، وكلاهما يظهر في ألبوم "مقام العراق" الصادر في 18 يوليو/ تموز الجاري.

وقال السعدي في التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز: "ما زلت الرابط الأخير، وأحمل معي جميع تقاليد المقام، ولا يوجد أحد آخر على قيد الحياة يعرف هذا التقليد بأكمله، ولا أحد يؤديه بنشاط، أو يتحمل مسؤولية تمرير المقام إلى الأجيال التالية".

وبحسب التقرير، "تعود أصول عناصر المقام العراقي إلى العصر الذهبي العباسي (750 – 1258 م)، عندما كانت بغداد في قلب الحضارة الإسلامية، وتشبه مكانتها آنذاك مكانة لندن أو نيويورك اليوم، باعتبارها مركزاً فنياً عالمياً".

وأضاف أن "المقام العربي يُعتبر نظاماً من الأنماط، في حين أن المقام العراقي يحتوي على عناصر من التأليف الموسيقي، ولكل مقام بنية محددة، وقد أدرج المقام العراقي ضمن قائمة التراث غير المادي لدى منظمة اليونسكو".

وتطرّق التقرير إلى مقام مخيلف، الذي يُقال إنه غُنّي لأول مرة بعد سقوط بغداد بيد المغول عام 1258، وهو حدث أنهى 500 عام من الازدهار.

ووفق السعدي: "العراق شهد الكثير من الألم والمعاناة، وولدت معظم المقامات من قصة محددة أثّرت في المغني أو الموسيقي، أنه شكل مرن يمكنه التكيف مع الأحداث الجارية، وهو ما يبقي المقام على قيد الحياة، وقادراً على الاستمرار عبر أجيال عديدة".

ونقل التقرير عن أمير الصفار، وهو عضو في فرقة السعدي ومؤسس "سجلات المقام" التي أصدرت الألبوم، قوله إن "القصائد المغنّاة قد تكون حزينة للغاية، أو مبهجة وروحانية، ما يجعل المقام فنًا ديناميكيًا ومتغيرًا باستمرار".

وأضاف التقرير أن "عروض المقامات كانت تُقام سابقًا في الحفلات الموسيقية، وكان الفنانون يتلقون الدعم من المعاهد والمؤسسات الموسيقية".

ووُلد السعدي عام 1958، وبعد أن أتقن فن المقامات بحلول منتصف العشرينات من عمره، أصبح مطلوبًا على المسرح وفي التلفزيون خلال الثمانينيات، وقد عيّنه المغني العراقي الشهير يوسف عمر، الذي يُعد أكثر مغنيي المقام تسجيلًا في التاريخ، خليفة له في نهاية المطاف.

يشير التقرير إلى سلسلة التوريث الموسيقي، حيث تعلم يوسف عمر من محمد القبانجي، الذي درس بدوره على يد أحمد زيدان، ويصف هذا التقليد بأنه يشبه تمرير الشعلة عبر الأجيال، لكن السعدي يعترف بعدم تأكده من وجود من يمرر له الشعلة هذه المرة.

وتابع السعدي: "لقد أصبحت الرابط من هؤلاء الأساتذة إلى الجيل الذي أعيش فيه"، مشيرًا إلى أنه "لم يصل حتى الآن إلى ربع ما بلغه يوسف عمر".

وذكر التقرير أنه "بعد فرض العقوبات الدولية على العراق في 1990، وحرب الخليج الأولى، انهار المجتمع المدني، وفر السعدي إلى لندن عام 1999، حيث لم يكن قادرًا على إعالة نفسه كموسيقي، و انشغل بتأليف كتاب بعنوان "المقام العراقي، المقام وبحور الأنغام".

وفي 2003، تواصل معه أمير الصفار، وهو عازف جاز عراقي أمريكي نشأ في شيكاغو وكان يبحث عن جذوره.

وبحسب التقرير، فإن "الصفار ذهب إلى بغداد في لحظة سياسية حرجة، بعد عقود من الديكتاتورية والعقوبات، وقبل الغزو الأمريكي، ثم انتقل إلى لندن حيث تعقب السعدي ليصبح تلميذه".

وبعد نجاح الصفار مع فرقته الخاصة، قرر رد الجميل للسعدي، فاستقدمه إلى الولايات المتحدة عام 2018 بدعم من صندوق حماية الفنانين.

ويقيم السعدي حالياً في نيويورك، حيث شغل مناصب تدريسية في كلية سارة لورانس وجامعة روتجرز، وألقى محاضرات في مؤسسات مثل "مركز لينكولن"، "مركز سميثسونيان"، و"مركز كينيدي"، وفقا للصحيفة.

ويقود السعدي حالياً فرقة "صفافير"، التي تُعد فرقة المقام العراقية الوحيدة في الولايات المتحدة، وتضم أمير الصفار، وشقيقته دينا الصفار، وزوجها تيم مور، وهذه المجموعة هي التي سجّلت ألبوم "مقام العراق".

واختتم السعدي قائلاً: "لقد عشت في المنفى لمدة سبع سنوات، واشتقت إلى وطني وشعبي، جوهر الشوق يأتي من القصيدة والنص".

مصدر الصورة
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا حماس فلسطين

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا