شفق نيوز- كركوك
أفاد مصدر طبي في كركوك، يوم الثلاثاء، بتسجيل حالة انتحار جديدة لشاب في مرحلة السادس الإعدادي، بعد ساعات من إعلان نتائج الامتحانات الوزارية، في حادثة تعيد إلى الواجهة تصاعد ظاهرة الانتحار بين فئة الشباب بالمحافظة.
وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "طالباً يبلغ من العمر 17 عاماً أقدم على الانتحار شنقاً داخل منزله في قرية الصمود التابعة لقضاء داقوق، جنوبي كركوك، باستخدام حبل علّقه في سقف إحدى غرف المنزل".
وأوضح المصدر، أن "الطالب دخل في حالة صدمة نفسية حادة عقب إعلان نتائج الامتحانات من قبل وزارة التربية، حيث تبين له أنه رسب، الأمر الذي دفعه إلى الانعزال داخل غرفته منذ مساء أمس، قبل أن يقدم عصر اليوم على شنق نفسه".
وأضاف أن "ذوي الطالب عثروا عليه متوفياً داخل المنزل، فيما باشرت الأجهزة الأمنية بفتح تحقيق رسمي لمعرفة ملابسات الحادث، وتم نقل جثمانه إلى دائرة الطب العدلي لاستكمال الإجراءات القانونية".
إحصائية مقلقة في كركوك
وبحسب معلومات حصلت عليها وكالة شفق نيوز من مصادر طبية، سجلت محافظة كركوك خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 16 حالة انتحار، توزعت بين ذكور وإناث، غالبيتهم من الشباب والمراهقين.
وأرجعت المصادر هذه الحالات إلى أسباب متعددة، أبرزها الضغوط الدراسية، والمشكلات النفسية، والأوضاع الاقتصادية المتردية، إضافة إلى الخلافات العائلية، وقضايا العنف الأسري.
ناشطون يحذرون
وفي السياق، قال الناشط في مجال حقوق الإنسان والشأن الاجتماعي حسين أحمد لوكالة شفق نيوز، إن "ما حصل لهذا الطالب مؤلم للغاية لكنه للأسف ليس مفاجئاً، في ظل الضغوط التي تُمارس على طلبة السادس الإعدادي، سواء من العائلة أو المجتمع، والتي تجعل النتيجة الدراسية مسألة حياة أو موت بالنسبة للبعض".
وأضاف أحمد أن "الانتحار أصبح ظاهرة متنامية بين الشباب بسبب غياب برامج الدعم النفسي، وضعف دور وزارة التربية في إدخال الثقافة النفسية إلى المدارس، إضافة إلى صمت الجهات الحكومية عن مواجهة هذه الظاهرة بجدية"، مطالباً الحكومة المحلية ودائرة التربية بـ"تبنّي حملات توعية داخل المدارس ومراقبة الطلبة ممن يمرّون بحالات نفسية صعبة".
الظاهرة بحاجة لمعالجة
بدورهم، حذر مختصون بالشأن النفسي من خطورة تصاعد مثل هذه الحوادث، مشددين على أن "ارتفاع معدلات الانتحار بين الطلبة خلال موسم الامتحانات يستوجب دق ناقوس الخطر، وعلى وزارة التربية ووزارة الصحة بالتعاون مع الحكومات المحلية، التحرك لمعالجة هذه الظاهرة عبر حملات توعية ومراكز دعم نفسي فاعلة".