شفق نيوز- صلاح الدين
تعيش بساتين الإسحاقي والضلوعية وقضاء الدجيل في محافظة صلاح الدين هذه الأيام أجواء موسم قطاف العنب، وسط تنوع في الأصناف المحلية التي تشتهر بها تلك المناطق، ما جعلها من أبرز مراكز زراعة العنب في العراق.
وتزدهر زراعة العنب في هذه المناطق بفضل خصوبة التربة وتوفر المياه الجوفية، حيث تنتج أصنافاً محلية متعددة أبرزها: الزيني، والديباج (الأسود)، والشامي، والبصرة، والحلواني، إضافة إلى عنب البناتي والرومي الأحمر والزهري في قضاء الدجيل.
طقوس القطاف اليومية
وتقول أم عمر، من أهالي الضلوعية، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "يومنا يبدأ من ساعات الفجر الأولى، حيث نخرج إلى البستان ونبدأ بقطف العنب بهدوء، لنحافظ على شكل العناقيد ونمنع تكسّرها".
وتضيفت: "نستخدم كتر حديدي حاد لفصل العناقيد عن الأغصان، ثم نضعها في صناديق صغيرة خفيفة الوزن ونرتبها بعناية قبل تحميلها في السيارة لنقلها إلى السوق"، مبينة أن "العمل في الصباح الباكر يوفّر برودة الجو ويضمن نضارة الثمار".
مورد رزق مهدد
وبهذا الصدد قال بشير الدليمي وهو من أهالي الضلوعية، للوكالة، إن "العنب في الضلوعية ليس مجرد محصول موسمي، بل هو مصدر رزق لعشرات العائلات، وموروث زراعي نحرص على الحفاظ عليه رغم قلة الدعم الحكومي، وأكثر ما يواجهنا كمزارعين هو ضعف التسويق وقلة المبيدات المدعومة من الدولة".
احتياجات التسويق والتعبئة
وفي السياق، يقول محمد عكيل، وهو أحد المزارعين في الإسحاقي، لوكالة شفق نيوز، إن "عنب الزيني والشامي هما الأكثر طلباً في السوق، لكننا نحتاج إلى دعم في مجالات التعبئة والتسويق لنتمكن من إيصال منتجاتنا إلى محافظات أخرى"، مؤكدا أن "الجهود الذاتية هي التي تبقي هذا القطاع حياً حتى اليوم".
الدجيل.. عنب مميز وتاريخ زراعي
بدوره قال علي الدجيلي وهو من سكنة قضاء الدجيل، إن "الدجيل تشتهر بزراعة عدة أصناف مميزة من العنب، مثل عنب البناتي، وعنب الرومي الأحمر، والعنب الزهري المعروف محلياً بجودته العالية"، مشيراً إلى أن "زراعة العنب في القضاء قديمة ومتوارثة، وتلعب دوراً مهماً في اقتصاد العوائل الريفية".
أسعار مقبولة وإقبال جيد
من جانبه، أوضح شعلان محمد، الذي يبيع العنب في الأسواق المحلية، لوكالة شفق نيوز، أن "أسعار العنب هذا الموسم تُعد مقبولة نسبياً، إذ تتراوح بين ألف دينار وصولاً إلى ثلاثة آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، حسب النوع والجودة"، لافتاً إلى أن "الإقبال جيد رغم الظروف الاقتصادية العامة".
إرث زراعي بحاجة إلى دعم
وتُعد بساتين الإسحاقي والضلوعية والدجيل من أقدم وأهم المناطق المنتجة للعنب في العراق، وكانت في السابق تسهم في رفد الأسواق المحلية بكميات كبيرة، قبل أن تتراجع بفعل الظروف الأمنية والاقتصادية التي شهدتها صلاح الدين بعد عام 2003.
وبينما يحتفل الفلاحون بقطاف عناقيدهم هذا الموسم، تتجدد مطالباتهم للجهات الرسمية بدعم زراعة العنب وتوفير مستلزمات الإنتاج الحديثة، لضمان استمرار هذا الإرث الزراعي الذي لطالما ميّز محافظة صلاح الدين.