تتواصل استعدادات محافظة كربلاء، لزيارة العاشر من محرم المصادف يوم الأحد المقبل، بنصب 740 موكباً حسينياً داخل المدينة وتوسيع الطرق البرية وتهيئة المطارات لنقل الزائرين، فضلاً عن تحسين خدمات البلدية وتطويرها، إلى جانب توفير إجراءات السلامة ومتطلبات الحماية في الفنادق والأسواق التجارية في المحافظة.

وتؤكد الحكومة المحلية في كربلاء، "إكمال الإجراءات كافة من تهيئة المستلزمات الضرورية لإنجاح الزيارة المليونية، كما صادق مجلس محافظة كربلاء على الخطة الأمنية قبل 10 أيام، ولا توجد أي معوقات"، بحسب رئيس لجنة المناسبات الدينية في مجلس محافظة كربلاء، محمد المسعودي.

وعن موقف المواكب الحسينية، يضيف المسعودي لوكالة شفق نيوز، أن "المواكب جاهزة، حيث هناك 740 موكباً حسينياً داخل كربلاء، وتعمل الحكومة المحلية على إيصال الخدمات إليها، وهناك تعاون مع الحكومة الاتحادية والوزارات المعنية لإنجاح هذه الزيارة".

وعن التحديات التي قد تواجه الزيارة، يشير المسعودي إلى أنه "في الزيارة السابقة كانت هناك بعض التحديات وتم معالجتها، وفي حال حصول بعض الإشكاليات في زيارة العاشر، سيتم العمل على تلافيها في زيارة الأربعين، لكن من المتوقع عدم تسجيل أي معوقات في زيارة العاشر، كون الأعداد أقل من الزيارة الأربعينية".

وينوّه: "لكن قد يحصل بعض الإشكال بعد ركضة طويريج فقط، بسبب خروج جموع الزائرين في وقت واحد، لكن تم إنشاء ساحات وتوسيع في الشوارع، والخدمات في تحسن سنة بعد أخرى، أما مشكلة الكهرباء فهي تخص العراق بأكمله ولا تتعلق بمحافظة كربلاء فقط، ووعدت وزارة الكهرباء باستثناء المحافظة من القطع ابتداءً من يوم السابع من محرم".

خدمات متميزة

وهذا ما تؤكد عليه أيضاً رئيس لجنة قدسية كربلاء والشؤون الدينية والأوقاف في مجلس محافظة كربلاء، ماجدة العرداوي، بالقول، إن "خطط الزيارة الأمنية والخدمية في تطور مستمر لخدمة الزائرين، وتم توفير الكهرباء بشكل مستمر خاصة في المدينة القديمة خلال زيارتي العاشر والأربعين، كما تمت زيادة الاطلاقات المائية للمحافظة تدريجياً".

وتضيف العرداوي، لوكالة شفق نيوز، أن "كوادر البلدية جاهزة وعلى أتم الاستعداد، وعادة ما تتم الاستعانة بآليات بلدية المحافظات المجاورة من بابل والنجف والديوانية، كما هناك توظيف عمال بأجور لمدة شهرين لزيادة عدد العاملين في المحافظة، إلى جانب صيانة دائرة المجاري الشبكة الداخلية في المحافظة وعلى طول المواكب الحسينية".

ومن الخطط الجديدة لهذا العام، توضح العرداوي، أن "كربلاء مستمرة بإنشاء طرق ومجسرات جديدة، رغم قلة التخصيصات المالية وعدم وصول موازنتي 2024 و2025 للمحافظة، وسيتم افتتاح مجسرات قبل الأربعينية لتقليل الازدحام على الحولي".

نقل الزائرين

وعن تنظيم عمليات نقل الزائرين للحد من الاختناقات، يوضح المتحدث باسم وزارة النقل العراقية، ميثم الصافي، أن "الوزارة كان لديها استعداد مبكر لتكون زيارة هذا العام مميزة عن سابقاتها، ويشارك في الزيارة من التشكيلات الأساسية هي الشركة العامة للمسافرين والوفود".

ويوضح الصافي لوكالة شفق نيوز، أنه "لدى الوزارة أسطول من الباصات يصل عدده إلى 600 باص، وتم تجهيز 200 باص منها لزيارة العاشر، ويمكن زيادتها في حال اقتضت الضرورة، وكذلك هناك 17 قطاراً وهي جاهزة، إلى جانب مشاركة الشركة العامة لإدارة النقل الخاص لتنظيم عمل المركبات على المحاور المتعددة لكربلاء".

ويضيف الصافي، "كما باشرت وزارة النقل بتهيئة وتجهيز المرائب الخاصة، وخصوصاً مرآب كربلاء الموحد، فضلاً عن التواجد الميداني لمنتسبي الوزارة وملاكاتها لضبط الأسعار الخاصة بمركبات النقل الخاص".

أما التشكيلات الأخرى الساندة، يقول الصافي، إن "الشركة العامة لإدارة المطارات العراقية على أتم الاستعداد وطائرات الخطوط الجوية العراقية مستمرة بنقل الزائرين".

الدفاع المدني

بدورها، استكملت مديرية الدفاع المدني العامة الاستعدادات كافة لتأمين زيارة محرم، وتضمنت خطة الدفاع المدني ثلاثة محاور رئيسية، وفق مدير قسم العلاقات والإعلام في مديرية الدفاع المدني العامة، نؤاس صباح.

وعن المحور الأول، يقول صباح لوكالة شفق نيوز، إنه "محور استباقي، حيث استكملت مديرية الدفاع المدني إجراءات السلامة ومتطلبات الحماية في الفنادق والأسواق التجارية في محافظتي كربلاء والنجف، والكاظمية بالعاصمة بغداد، وقضاء سامراء بمحافظة صلاح الدين".

وتشمل هذه الكشوفات الموقعية، بحسب صباح، "إلزام أصحاب الفنادق برفع المخالفات المتعلقة باستخدام المواد القابلة للاشتعال، مثل ألواح الساندوتش بانل سريعة الاشتعال وتغليف الاليكوبوند، فضلاً عن إجراء الصيانة والتأكد من المولدات الكهربائية وأسلاك الكهرباء، مع التشديد على وضع لوحات الدلالة لمخارج الطوارئ في طوابق الفنادق".

ويتابع، "كما تم استكمال إجراءات السلامة في الأسواق والمباني التجارية قرب الأضرحة، وعُقدت اجتماعات تنسيقية مع إدارة العتبات وهيئة المواكب الحسينية من أجل توحيد الجهود والتنسيق المشترك بما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة في حماية الزائرين ومنع تعكير صفو الزيارة بوقوع الحوادث".

ويكمل، "كما شددت المديرية على أصحاب المواكب اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة لضمان شروط السلامة، ومن بينها ضرورة توفير مطفأتين على الأقل داخل كل موكب، مع تدريب القائمين على تلك المواكب على كيفية الاستخدام الصحيح لمطفأة الحريق".

ويوصي صباح، بـ"عدم استخدام الأسطوانات الغازية غير المعروفة المصدر، والتأكد من سلامة التوصيلات الغازية، وعدم وضع تلك الأسطوانات تحت أشعة الشمس أو بالقرب من مصدر الحرارة".

أما المحور الثاني من خطة الدفاع المدني، يشير صباح، إلى أن "مديرية الدفاع المدني بدأت تنفيذ خطتها الخاصة بتأمين الزائرين من خلال نشر فرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، وكذلك نشر فرق خاصة بقسم الاستجابة لحوادث CBRN، وأيضاً نشر مفارز من قسم المعالجة".

ويبين، أن "هذه المفارز ستكون على أهبة الاستعداد وعلى مدار الساعة، حيث ستنتشر في محيط العتبات ومقترباتها، وكذلك في الطرق التي يسلكها الزائرون".

وبالإضافة إلى ذلك، "سيتم إدخال عجلات الاستجابة السريعة، وهي عجلات حديثة ومتطورة صغيرة، تستطيع المناورة بشكل فعّال والدخول وسط حشود الزائرين، والوصول إلى مواقع الحوادث قبل فرق الدفاع المدني التخصصية، هدفها هو تلقي الصدمة الأولى والتعامل مع الحوادث حتى وصول فرق الإطفاء والإنقاذ الأخرى".

ويضيف، "كما تم نشر عناصر من منتسبي مديرية الدفاع المدني، حيث يكون دورهم كمنعشين، يقدمون الإسعافات الأولية للمخنوقين من الزوار نتيجة كثافة الحضور وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى نقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات".

وعن المحور الثالث، يوضح صباح، أنه "توعوي خدمي، إذ استكملت مديرية الدفاع المدني طباعة 8000 بروشور توعوي وإرشادي يتضمن وصايا وإرشادات الدفاع المدني الخاصة بزيارة العاشر من محرم، وسيتم توزيعها على حشود الزائرين".

ويتابع، "كما سيتم وضع لافتات إرشادية على سيارات الدفاع المدني تحمل عبارات وتوصيات الدفاع المدني، كذلك تم التنسيق لعرض إرشادات الدفاع المدني عبر الشاشات في تلك المحافظات".

وانتهى صباح في الختام إلى القول، إن "مديرية الدفاع المدني حرصت أيضاً على تقديم الجانب الخدمي، ومنه نقل مياه صالحة للاستخدام البشري إلى المواكب والسرادق الحسينية عبر تسخير حوضيات الدفاع المدني".