يشهد ميناء أم قصر في البصرة تطوراً متسارعاً ضمن خطة لتحديث بنيته التحتية وتعزيز قدراته التشغيلية، بهدف رفع طاقته الاستيعابية إلى 4 ملايين حاوية سنوياً.

ويعتبر الميناء أحد أبرز الموانئ العراقية التي تلعب دوراً حيوياً في دعم الاقتصاد الوطني وربط العراق بالأسواق العالمية، من خلال مشاريع تطويرية تشمل توسيع الأرصفة، إنشاء ساحات خزن متقدمة، واعتماد تقنيات رقمية حديثة تسهم في تسريع عمليات المناولة وتحسين الكفاءة اللوجستية.

شركات استثمارية

وتتولى شركات استثمارية عدة تشغيل وتطوير أجزاء مختلفة من الميناء، من بينها شركة "غلفتينر" الإماراتية التي تشغل عدداً من الأرصفة وساحات الخزن وتقدم خدمات جمركية ولوجستية متكاملة، إضافة إلى شركة "لورين" الصينية الاستثمارية المسؤولة عن تنفيذ مشاريع توسعة الأرصفة المخصصة للبضائع المدحرجة وتطوير ساحات خزن خلفية كبيرة، كما تسهم هذه الشركات، بالتعاون مع الكوادر العراقية، في إدخال أنظمة تشغيل رقمية ترفع من كفاءة الأداء وتقلل من زمن الانتظار والتخليص.

وفي هذا الصدد، قال المدير الإقليمي لشركة غلفتينر، إبراهيم سرحان، لوكالة شفق نيوز، إن "العمليات في المحطة التي تديرها الشركة شهدت نقلة كبيرة في السنوات الأخيرة"، مضيفاً أن "المنظومة الإلكترونية المعتمدة تضع خطة التخزين قبل وصول السفينة، ما يقلل أوقات الانتظار ويرفع كفاءة المناولة".

وأضاف أن "المحطة بُنيت على مساحة 450,000 متر مربع، وتضم ساحات خزن ومخازن مبردة ومرافق جمركية وأمنية تعمل على مدار الساعة"، مؤكداً أن "التخليص الجمركي لا يستغرق أكثر من 48 ساعة، وهو ما يسرّع من حركة البضائع خصوصاً لقطاعات مثل النفط والغاز".

أرصفة مقاومة للزلازل

إلى ذلك، قال رئيس المهندسين في دائرة المهندس المقيم، نعيم عبود، للوكالة إن "شركة لورين الاستثمارية تتولى تطوير الأرصفة (22 و23 و24) المخصصة للبضائع المدحرجة، والتي بُنيت بأسلوب الجدار الثقلي المقاوم للزلازل"، مبيناً أن "مساحة الساحات الخلفية تبلغ 384,100 متر مربع، وقد بلغت نسبة الإنجاز 50%".

وأشار عبود، إلى أن "الأرصفة (12 و13 و14 و15) اقتربت من الاكتمال بنسبة إنجاز بلغت 97%، فيما اكتملت ساحة الخزن (بي تي ام) بنسبة 100%، على مساحة 400,000 متر مربع، وبطاقة تصميمية تتراوح بين 700,000 إلى 850,000 حاوية سنوياً".

من جانبه قال المعاون الفني لمدير الميناء، محمد طاهر فاضل، للوكالة، إن "رصيف (11) يمتد بطول 375 متراً، وتبلغ مساحة ساحة الحاويات التابعة له 307,000 متر مربع، وتصل طاقته التشغيلية إلى 636,000 حاوية سنوياً، وتديره شركة غلفتينر".

وأضاف أن "الأرصفة التي تنفذها شركة لورين تمتد بطول 550 متراً، وتبلغ طاقتها التصميمية 850,000 حاوية سنوياً"، مشيراً إلى أن "الطاقة الكلية للساحات الجديدة تُقدّر بـ1.2 مليون حاوية، مع تخصيص مرافق للحاويات المبردة والفارغة ومناولة البضائع المتنوعة".

وفي وقت سابق، كشفت الشركة العامة لموانئ العراق لوكالة شفق نيوز، عن خطتها الشاملة للميناء التي تهدف إلى رفع الطاقة التصميمية إلى 4 ملايين حاوية سنوياً، مقارنة بمليون حاوية فقط في عام 2024، ضمن رؤية استراتيجية لتحويل الموانئ العراقية إلى مراكز إمداد إقليمية ذات قدرة تنافسية عالية.