شفق نيوز – الديوانية / دمشق
على مدار العام، اعتادت أم حسن (55 عاماً) من محافظة الديوانية وسط العراق أن تدخر ما يتيسر لها من المال، لتكون المحصلة بما لا يتجاوز 500 ألف دينار، حتى تتمكن من المشاركة في زيارة مرقد السيدة زينب في سوريا خلال شهر محرم، ضمن حملات الزائرين التي تنطلق سنوياً في عاشوراء .
وقالت أم حسن لوكالة شفق نيوز "كنت أذهب كل عام مع الشركات والحملات التي تنظم الزيارة، لكن هذا العام أخبروني بأنه لا توجد مراسيم أو شعائر في مرقد السيدة زينب، واقتصر الأمر على السماح بالزيارة فقط"، مؤكدة "فقدت لذة العزاء وشعرت بالحزن الشديد، لأنني كنت أشارك في تقديم الشعائر مع النسوة هناك. وهذا المنع أدخلني في دوامة من الحزن، حتى الأحزان لم تكن من نصيبي هذا العام ."
وبعد ما سمعته أم حسن، قررت التوجه هذا العام إلى إيران لزيارة مرقد السيدة فاطمة المعصومة بمدينة قم وأداء مراسم العزاء هناك، وأيضا عن طريق حملات الزائرين التي تنظمها شركات السفر والسياحة في أيام عاشوراء بتكلفة مشابهة لمصاريف نفقات السفر لدمشق .
ورغم أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية السورية، نفت وجود أي قرار بغلق مرقد السيدة زينب ومنع إقامة الشعائر فيه، إلا أن مصدرا من داخل مرقد السيدة زينب أكد لوكالة شفق نيوز، أن "اتفاقا جرى داخل المرقد، بإحياء مراسم عاشوراء خارج المرقد، تجنبا لأي أحداث ممكن أن تحصل".
وبحسب المصدر، الذي رفض الكشف عن أسمه، فإن "القرار الرسمي السوري، تحدث بشكل عام عن عدم غلق المرقد ومنع الشعائر، لكن القرار اتخذ بشكل خاص، بعدم إقامة الشعائر داخل المرقد، وذلك لحفظ الأمن ولأمور تنظيمية، وبقي المرقد مفتوحا للزيارة فقط".
وحتى إعداد هذا التقرير، حاولت وكالة شفق نيوز التواصل مع الجهات المعنية للحصول على صور أو مقاطع فيديو تؤكد عدم منع إقامة الشعائر الحسينية، لكنها لم تحصل على رد .
وسرت العديد من الأنباء مؤخرا، حول اتخاذ الحكومة السورية، قرار بغلق مرقد السيدة زينب خلال شهر محرم، لكن سرعان ما تم نفيها.
وإلى جانب هذا الأمر، فقد دعا العديد من السياسيين إلى تجنب زيارة سوريا خلال شهر محرم، ومنهم المقرب من التيار الصدري عصام حسين، الذي شن هجوما على دمشق ودعا العراقيين لعدم السفر، وأكد أن "قانونا إرهابيا" يحكم سوريا.
وخلال السنوات الماضية، وبعد استتباب الأمن نسبيا في سوريا، خلال حكم بشار الأسد، نشطت حركة السياحة الدينية، ونظمت العديد من الشركات رحلات لزيارة السيدة زينب، على غرار الرحلات الموجود لزيارة المراقد في إيران.