آخر الأخبار

"كلدان بلسان تركماني".. كركوك تبحث التداخل اللغوي وتخرج بتوصيات

شارك

شفق نيوز/ نظمت مطرانية الكلدان في كركوك، اليوم السبت، مؤتمرًا علميًا حمل عنوان "الكلدان الناطقين بالتركمانية"، بهدف تسليط الضوء على هذا التداخل اللغوي، وأبعاده التاريخية والثقافية، وخرجت بتوصيات أبرزها ضرورة توثيق اللهجات المحلية وتشجيع الدراسات الأكاديمية في اللسانيات العراقية.

وقال المطران يوسف توما، رئيس الكنيسة الكلدانية في كركوك والسليمانية، لوكالة شفق نيوز، إن "المؤتمر الذي نظمناه يُعد الأول من نوعه، ولا يحمل طابعًا قوميًا أو سياسيًا أو حتى دينيًا، بل هو مؤتمر علمي يبحث في أصل اللغات واللهجات في كركوك، منها السريانية والتركمانية وباقي اللغات. إن اللهجات تُعد علمًا مهمًا يجب أن نعرف أصلها وجذورها".

وأضاف توما أن "التغييرات اللغوية التي طرأت على بعض أبناء الطائفة الكلدانية، مثل تحدث البعض منهم بالتركمانية أو التركية، ليست ناتجة عن ضعف في الهوية، بل نتيجة طبيعية لتراكم تاريخي طويل من التفاعل بين الحضارات التي حكمت المنطقة".

وتابع: "مدينة كركوك كانت دائمًا موضع تقاطع للحضارات منذ آلاف السنين، ولهذا تجد بين الكلدان من يتحدث بالتركمانية أو غيرها من اللهجات، وهذا يُعد جزءًا من غنى تاريخهم، لا مساسًا بهويتهم".

من جانبه، قال الباحث في شؤون اللغات المحلية، عبد الرحمن مصطفى، أحد المشاركين في المؤتمر، لوكالة شفق نيوز، إن "ما يجري في كركوك يُعد حالة فريدة في العراق والمنطقة، حيث نشهد تفاعلاً حيًا بين الأقليات، لا سيما الكلدان الناطقين بالتركمانية".

وبين أن "هذا المزج اللغوي لا يجب أن يُنظر له كتشويه للهويات، بل كإثراء لها، لأنه يعكس تاريخًا من العيش المشترك وتبادل التأثير بين الثقافات".

كما أشار ريان صليوا، أحد أبناء الطائفة المسيحية في كركوك، لوكالة شفق نيوز، إلى "عمق الجذور التاريخية لهذا التداخل اللغوي، فإن المسيحيين القدماء الذين عاشوا في قلعة كركوك وباقي المناطق كانوا يتحدثون باللهجة التركمانية، ولم يكن ذلك مقتصرًا عليهم فقط، بل حتى العديد من أبناء الديانات والقوميات الأخرى، من عرب وكورد وغيرهم، كانوا يتحدثون بالتركمانية أيضًا، وهذا التنوع في اللهجات لا يوجد إلا في كركوك، وهي ميزة حضارية نادرة يجب الحفاظ عليها".

وقد خرج المؤتمر بتوصيات عدة، من بينها ضرورة توثيق اللهجات المحلية في كركوك، وتشجيع الدراسات الأكاديمية في اللسانيات العراقية، والسعي إلى إدراج لغات الأقليات ضمن المناهج التعليمية المحلية، للحفاظ على الإرث اللغوي والتاريخي للأجيال القادمة.

مصدر الصورة
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك

الأكثر تداولا إيران اسرائيل أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا