شفق نيوز/ في صباح تبادل التهاني الممزوجة بأصوات تكبيرات عيد الأضحى المبارك بين الأزقة في محافظة ديالى، يعد تناول قيمر العرب في الإفطار من العادات والطقوس المتوارثة، فالعديد من العائلات العراقية تعتبر هذا العنصر الغذائي مكملاً لفرحة العيد على الرغم من توافره في سائر الأيام.
لكن هذا العام يبدو صباح العيد مختلفاً، نتيجة قلة توافر القيمر ونفاد المعروض بسرعة مقارنة بالإقبال الكبير على شرائه، وسط ارتفاع كبير في الأسعار.
وصل سعر الكيلوغرام الواحد من القيمر إلى 40 ألف دينار في معظم أسواق ديالى، في ارتفاع كبير مقارنة بالسعر الحقيقي في الايام الاعتيادية والذي لا يتجاوز الـ 15-20 ألف، فيما يرجع أصحاب المحال هذا الارتفاع إلى حجم الطلب الكبير مقابل كميات محدودة، أغلبها تم حجزه مسبقاً منذ ليلة يوم أمس.
وقال عمار علي، وهو صاحب محل تجاري في حي المعلمين بمدينة بعقوبة لوكالة شفق نيوز، إن "الكميات نفدت تماماً قبل الساعة الثامنة صباحا"، لافتاً إلى أن "الزبائن قاموا بالحجز منذ يوم أمس، وبعضهم طلب كميات كبيرة تكفي للعائلة وحتى الضيوف".
وأضاف أن "الإنتاج اليدوي التقليدي للقيمر يستغرق وقتاً طويلاً وجميع الأسواق والمدن تعتمد على القرى وهي تشهد اليوم تراجعاً في الإنتاج نتيجة الجفاف وقلة الاهتمام الحكومي بالثروة الحيوانية في ظل الطلب الكبير لسكان المدن على الإنتاج الذي يحتاج إلى معامل نظامية يمكنها أن تسد حاجة المستهلكين".
وفي نفس السياق، قال المواطن محمد جميل أبو غيث، وهو من أهالي منطقة تقاطع القدس في بعقوبة، إن "رحلة البحث عن قيمر العرب صباح اليوم كانت شاقة للعديد، حيث تجولت في أكثر من 6 محال ولم أجد أي كميات نتيجة حجزها بشكل مبكر، وهذا ما دفعني للذهاب الى خريسان حتى وجدت ربع كغم فقط بـ10 الاف دينار".
كما دعا أبو غيث، إلى "ضرورة الاهتمام بالثروة الحيوانية والسكان الذين يتخذون من تربية الجاموس و إنتاج القيمر مهنة متوارثة، ولاسيما في أطراف بعقوبة وجلولاء والخالص، فهي مجتمعات تقل اعدادها يوما بعد آخر، وهناك مخاوف من تحولهم الى مهن اخرى وانقراض أحد أهم عناصر موائد العراقيين في ديالى وهو قيمر العرب".