آخر الأخبار

الكليجة.. حين تفوح رائحة العيد من أفران النجف (صور)

شارك

شفق نيوز/ ما إن تقترب أيام العيد في العراق حتى تنبض البيوت برائحة مميزة، لا تخطئها الذاكرة، تعلن أن الفرح على الأبواب.

فوسط تجهيز الملابس الجديدة وتنظيف المنازل، يتقدّم طقس واحد في الأهمية، وهو إعداد الكليجة، المعجن العراقي الأشهر، الذي تحمله الذاكرة كرمز لا يُفارق مشهد العيد.

في مدينة النجف، المدينة التي تختلط فيها رائحة التاريخ بنفحات الإيمان، يحتفظ خالد أبو زهراء (45 عاماً) بمكانة خاصة بين صانعي الكليجة، بعد أن كرّس أكثر من ربع قرن من عمره في إعداد هذا المعجون التقليدي، الذي يرى فيه العراقيون "كيفهم" الخاص في العيد.

"احنا نشتغل للعيد، والكليجة هي الكيف مال العراقيين"، يقولها خالد وهو ينظر إلى صوانٍ امتلأت بعشرات الحبات المتراصة، التي تعكس وصفة عائلية متوارثة، لا تخرج عن مكوناتها العراقية الخالصة: دهن جنة، الزبد، الطحين الصفر، الهيل، المطيب، الحبة السوداء.

من داخل محل صغير في حي الحسين وسط النجف، تتعدد الحشوات وتتنوع الأذواق: تمر، جوز، جزر، حلقوم، وحتى كليجة خالية من السكر تُعد بزيت الزيتون، مراعاةً لمرضى السكري وذوي الأنظمة الصحية.

يفتخر خالد بإرثه قائلاً باللهجة العراقية الدارجة: "هاي مهنة عمر، الناس تعرفنا من سنين، ويجون من كل المحافظات – من بغداد، من البصرة – حتى اللي يزور النجف، يمر بينا".

وفي صباحات العيد، لا تكتمل اللوحة إلا بزحمة الأطفال في ملابسهم الجديدة، وصواني الكليجة الساخنة على الموائد، والمصلين في المساجد، وأصوات التهاني تتقاطع في الأزقة. يُذبح الهدي، وتتلاقى البيوت على مائدة واحدة، في مشهد من التكافل والبهجة.

عيد الأضحى في العراق ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو ذاكرة جماعية، وإرث عائلي، ودفء يتسلل من أفران الكليجة، ومن ضحكة طفل، ومن سلام في الطرقات.

وإن مررت بالنجف يومًا، لا تنس أن تزور محل خالد أبو زهراء، فهناك تُخبز الكليجة بحب، وتفوح منها رائحة العيد الحقيقي.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا