شفق نيوز/ أعلنت مديرية بيئة النجف، اليوم الثلاثاء، نتائج تقريرها الفني بشأن ظاهرة نفوق الأسماك في هور "بن نجم" بمنطقة أبو حلان، مرجعة السبب الرئيسي إلى "نقص الأوكسجين المذاب في المياه" الناتج عن انخفاض مناسيب المياه، ومحذّرة من انعكاسات كارثية على الثروة السمكية المحلية.
وذكرت المديرية في بيان ورد إلى وكالة شفق نيوز، أنها "شكلت فريقا فنيا ضم مسؤولين من شعب النظم البيئية الطبيعية، ومراقبة وتقييم نوعية المياه، والقسم القانوني، فضلاً عن كادر التوعية والإعلام البيئي، للتحري ميدانيا عن أسباب الحادث البيئي في الهور".
وأوضح البيان أن الفريق الفني أجرى زيارة ميدانية إلى موقع الهور ومجرى نهر أبو حلان بمرافقة كادر من الموارد المائية في ناحية الحرية، حيث لوحظ وجود نفوق جماعي لأسماك صغيرة من نوع "أبو خريزة" على امتداد نحو 500 متر مربع من مجرى النهر المحاذي للهور.
وأشارت التحاليل المخبرية التي أُجريت في مختبر شعبة التحاليل البيئية، إلى "تدني ملحوظ في نسبة الأوكسجين المذاب في المياه"، وهو ما شكل العامل الأساسي في نفوق الأسماك، خصوصاً في ظل تراجع منسوب المياه إلى مستويات متدنية.
وأكدت المديرية، استنادًا إلى شهادات الأهالي في المنطقة، أن انخفاض مناسيب المياه يشكل تهديدًا مباشرًا لمصدر معيشتهم، حيث يعتمد كثير من الصيادين على الهور كمصدر رزق رئيسي.
وفي تقريرها، أصدرت المديرية جملة من التوصيات، أبرزها:
1- مفاتحة مديرية الموارد المائية في النجف للإبقاء على زيادة الحصة المائية لهور بن نجم، مع تنفيذ عمليات كري وتنظيف للجداول والأنهار المغذية للمنخفض.
2- مطالبة مديرية ناحية الحرية بإيلاء اهتمام أكبر بالهور كمورد اقتصادي وبيئي، ومحاسبة الصيادين المخالفين الذين يستخدمون أساليب الصيد الجائر كالصعق الكهربائي أو السموم، لما لها من آثار كارثية على الثروة السمكية.
كما شددت مديرية البيئة على أهمية ترشيد استخدام المياه في عموم المحافظة، لا سيما في ظل الظروف المائية الحرجة الحالية، مؤكدة أنها "ستتخذ الإجراءات القانونية المشددة بحق كل من يثبت تجاوزه أو إضراره بالمصادر المائية".
وكانت وكالة شفق نيوز، قد تناولت في تقرير خاص، "الكارثة البيئية" غير المسبوقة التي يواجهها هور "ابن نجم" الواقع بين محافظات النجف وبابل والديوانية، نتيجة شح المياه الحاد وتراجع مستويات الأوكسجين، ما تسبب في نفوق آلاف الأسماك وانهيار شبه تام للثروة السمكية، التي تُعد مصدر رزق رئيسي للآلاف من السكان المحليين.
وأشارت شفق نيوز في تقريرها إلى أن توقف ضخ المياه بسبب أعطال فنية في المضخات، وعدم وجود حصة مائية رسمية للهور، فاقما من الأزمة، وسط تحذيرات من عجز حتى عن تأمين مياه الشرب في النجف، في ظل استمرار الجفاف وغياب المعالجات.