شفق نيوز/ أصدر القضاء العراقي، يوم الثلاثاء، حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق رجل أدين بتعذيب طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات حتى فارقت الحياة في العاصمة بغداد، فيما قررت المحكمة سجن والدتها خمس سنوات بعد إدانتها بالتستر على الجريمة وعدم الإبلاغ عنها رغم علمها الكامل بالتفاصيل.
ووفقاً لما ورد في عدد صحيفة القضاء الإلكترونية (111) الذي اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، فإن الجريمة وقعت وسط بغداد، حيث كانت الطفلة، التي أطلق عليها القضاء اسم "سمراء" حفاظاً على خصوصية القضية، ضحية اعتداءات متكررة شملت التجويع والضرب والكي بالنار، ما أدى في النهاية إلى وفاتها متأثرة بنزيف دماغي ناجم عن ما يُعرف بـ"متلازمة الطفل المعذَّب".
تفاصيل القضية كشفت أن الأم، وهي مطلقة وتعمل في أحد المقاهي الليلية، كانت تقيم علاقة غير شرعية مع المتهم، وهو رجل يعيش بمفرده ويتعاطى المواد المخدرة، وقد انتقلت للعيش معه في شقته حيث وقعت الجريمة.
وفي الليلة التي فارقت فيها الطفلة الحياة، وثّقت كاميرات الشوارع لحظة قيام المتهم برمي جثة الطفلة على قارعة الطريق، ما أثار شكوك الأهالي ودفع السلطات إلى مداهمة الشقة التي كان يقطنها، حيث تم ضبط أسلحة متنوعة ومواد مخدرة داخلها.
وأفاد المتهم أثناء التحقيق أنه كان يضرب الطفلة مراراً بسبب "إزعاجها بالبكاء"، وفي المرة الأخيرة، فقدت وعيها بعد ضرب مبرح، وعندما أبلغته الأم أن حالتها حرجة، نقلها إلى المستشفى، لكنه غادر فور إخباره بأنها توفيت، ثم تخلص من الجثة بإلقائها في أحد الشوارع.
المحكمة اطلعت على تقارير الطب العدلي التي أظهرت وجود كدمات وندبات غير منتظمة على جسد الطفلة، إضافة إلى آثار تعذيب مروعة. كما أكد شهود عيان، بينهم صاحب العقار الذي كان يقطنه الجاني، أقوال الأم التي اعترفت بتعرض ابنتها للتعنيف المتكرر على يد المتهم، بما في ذلك حرق يدها بالكي.
وبناءً على الأدلة، قررت المحكمة إدانة الجاني وفق المادة 406/أ/ج من قانون العقوبات العراقي، بدلالة مواد الاشتراك 47 و48 و49، وحكمت عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت.
كما رأت المحكمة أن الأم تسترت على الجريمة رغم إدراكها الكامل لما كان يحدث لطفلتها، وقررت إدانتها وفق المادة 247 من القانون ذاته، وحكمت عليها بالسجن لمدة خمس سنوات.