شفق نيوز/ أعلنت وزارة الدفاع العراقية، يوم السبت، عن مباشرة اللجنة المشكلة من قبل القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، بالتحقيق الميداني في حادثة وفاة طلاب من الكلية العسكرية الرابعة في ذي قار.
وقالت الوزارة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إنه "بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، ومتابعة وزير الدفاع، ثابت محمد العباسي، وصلت اللجنة العليا المكلّفة بالتحقيق إلى الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار، صباح اليوم 24 أيار/مايو الجاري، برئاسة قائد القوات البرية الفريق الركن قاسم محمد المحمدي، وعضوية كل من: مدير عام المديرية العامة للاستخبارات والأمن اللواء الركن إدريس خضر، ومدير مديرية الاستخبارات العسكرية اللواء الركن حسن جواد السيلاوي، بالإضافة إلى مجموعة من القانونيين والأطباء المختصين بالتحقيق".
وبينت أن "اللجنة، باشرت فور وصولها، التحقيق مع المعنيين للوقوف على كيفية وقوع هذه الحادثة الأليمة"، مشيرة إلى أن "اللجنة أجرت جولة في أروقة الكلية، وزارت الأماكن التي كان يتواجد فيها الأطباء، وبدأت التحقيق معهم ومع المنتسبين الموجودين في الكلية".
وتابعت الوزارة في بيانها: "بعد ذلك، انتقلت اللجنة إلى مستشفى الناصرية للاستفسار من الكوادر الطبية التي قدّمت الإسعافات الأولية للطلاب المصابين، حول حالتهم الصحية عند وصولهم إلى المستشفى، والأعراض التي كانوا يعانون منها، حيث استمعت اللجنة إلى كل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالحادث".
ولفتت إلى أن "اللجنة توجهت إلى عدد من الطلاب الراقدين في المستشفى المذكور، قبل انتقالهم إلى بغداد لاستكمال علاجهم، واستفسرت منهم عن الأسباب التي أدّت إلى وقوع هذا الحادث".
وأكدت اللجنة بحسب بيان الوزارة، أنها مستمرة في أعمالها التي باشرت بها، "حتى استكمال التحقيقات ورفعها إلى الجهات المختصة، إذ إن التحقيق لا يزال جارياً للوقوف على ملابسات الحادث كافة، واستكمال كل التفاصيل التي أدّت إلى وقوع هذه الحادثة الأليمة".
يشار إلى أن التحقيقات الاولية بحادثة وفاة واصابة 9 من طلاب الكلية العسكرية الرابعة بوعكة صحية، كشفت أنهم تعرضوا إلى أشعة الشمس المباشرة لعدة ساعات مع نفاد مياه الشرب لديهم في تقصير وإهمال واضحين من قبل إدارة الكلية.
وحادثة طلاب الكلية العسكرية في ذي قار أثارت ضجة واسعة في وسائل الإعلام وسخطاً داخل المجتمع العراقي الأمر الذي أدى إلى اصدار وزارة الدفاع العراقية بياناً أقرت فيه بوفاة أحد الطلبة، وذكرت فيه، أنه "بعد التحاق طلاب الدورة الـ29 ظهرت بعض علامات الإعياء والتعب على عدد من الطلبة والبالغ عددهم 9 طلاب نتيجة تعرضهم إلى أشعة الشمس مما تسبب بإصابتهم بالجفاف و وعكة صحية نقلوا على أثرها عن طريق طبابة الكلية العسكرية إلى مستشفى الناصرية".
وبهذا الصدد أبلغ مصدر وكالة شفق نيوز، بأن "ادارة الكلية اكملت الاستعدادات كافة لاستقبال الطلبة، حيث انهت الإجراءات بحدود الساعة العاشرة صباحاً في صباح اليوم الذي التحقوا فيه، إلا أن تصوير الاستقبال للطلبة لم تظهر فيه نافورات بمدخل الكلية مما اضطر الادارة لإعادة التصوير للطلبة"، مبينا أنه "بعد تشغيل النافورات اتضح أنها خالية من المياه".
وأضاف أنه "تم طلب المياه، إلا أن تأخر وصول ناقلة مياه (تنكر) لغرض تزويد النافورات بالمياه من الساعة الحادية عشر صباحاً لغاية الساعة الثانية ظهراً، والطلبة هنا ينتظرون في مدخل الكلية لغرض الدخول مما أدى لحدوث الكارثة".
وفي حينها قالت الدفاع العراقية في البيان إنه "بعد تلقي (اولئك الطلبة) الإسعافات الأولية من قبل الكادر الطبي في المستشفى تم اكتساب ستة من الطلاب الشفاء التام، واثنان من الطلاب الآخرين حالتهما الصحية مستقرة وتحت المراقبة، فيما توفي أحد الطلاب نتيجة المضاعفات الصحية التي ألمت به".
كما أشار المصدر إلى أنه "عند وصول ناقلات المياه، وبسبب العطش الذي أصاب الطلبة، ونفاد كميات المياه التي وزعت عليهم بوقت سابق (أربع قنانٍ من الماء لكل طالب) هرع الطلبة صوب (التناكر) لغرض الحصول على الماء بسبب شدة العطش، وارتفاع درجات الحرارة لتحصل الكارثة".
وتابع القول إن "إدارة الكلية خشيت عقوبات عميدها الفريق ناصر الغنام بسبب عدم عمل النافورات اثناء التصوير الأولي، ولذلك تمت إعادة التصوير وتشغيل النافورات التي هي اصلا تخلو من المياه"، في اشارة على ما يبدو أن الطلبة يشربون من تلك النافورات عند نفاد المياه لديهم.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، يوم الأربعاء الماضي، بتشكيل مجلس تحقيقي لكشف المقصرين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم في حادثة الكلية العسكرية الرابعة.
وأمر السوداني في بيان له، بإعفاء كل من: رئيس الأكاديمية العسكرية ومعاونه، وعميد الكلية العسكرية الرابعة، وآمر الفوج المختص، وسحب أيديهم من العمل.
كما وجّه القائد العام بمنح رتبة ملازم للطالبين المتوفين، وشدد على الالتزام بالتوجيهات السابقة الصادرة عن مكتبه، والتي تؤكد أهمية حسن التعامل مع المتدربين في الكليات والمؤسسات التدريبية والدورات المختلفة.