شفق نيوز/ رغم ما واجهه قضاء القائم بمحافظة الأنبار غربي العراق، خلال السنوات الماضية من تدهور في الواقع الزراعي، خاصة بسبب شحّ المياه واندثار مساحات واسعة من البساتين، إلا أن هذا الموسم حمل بشائر الانتعاش، لا سيما في إنتاج فاكهة المشمش التي شهدت إنتاجية عالية وبدأت تجد طريقها إلى الأسواق خارج حدود القضاء.
وأكد قائممقام قضاء القائم، تركي المحلاوي، لوكالة شفق نيوز أن "الإنتاجية لهذا الموسم كانت عالية ليس في المشمش فقط، بل في بقية أنواع الفاكهة أيضاً".
وأضاف المحلاوي، أن "كميات من الإنتاج المحلي بدأت تُصدر إلى مدن مثل العاصمة بغداد والرمادي، ما يعكس تطوراً في مستوى الإنتاج وثقة التجار والجمهور بجودة المنتج المحلي".
وبين، "رغم أن القائم ما يزال يعاني من قلة الحصة المائية وانتهاء الكثير من البساتين الزراعية، فإن هناك نهضة واضحة بعد عام 2017، حيث بدأ المواطنون بإعادة غرس بساتينهم، مستهدفين زراعة أشجار جديدة كان لها أثر إيجابي على الإنتاج الزراعي المحلي".
وأوضح المحلاوي: "اليوم نشهد نتائج هذه الجهود، إذ بدأت الأشجار المثمرة التي غُرست قبل بضع سنوات بالإثمار، والمشمش أبرز مثال على ذلك".
وتعود أهمية المشمش في القائم إلى ما توفره هذه الزراعة من مردود اقتصادي جيد للأهالي، فضلاً عن كونها جزءاً من التراث الزراعي للمنطقة. وتُعد تربة القائم ومناخها عاملاً مساعداً في إنتاج محاصيل بجودة عالية، ما يمنح المنطقة إمكانية التحول إلى مركز زراعي مهم في غرب العراق.
وبحسب إفادات عدد من المزارعين، فإن "التحديات ما تزال قائمة، وعلى رأسها قلة المياه وعدم وجود دعم حكومي كافٍ، لكن الأمل يتجدد مع كل موسم زراعي، فهم يراهنون على قوة الأرض وإصرار الإنسان المحلي الذي يعيد الحياة لبساتينه رغم كل ما مر به القضاء من ظروف أمنية وإنسانية قاسية.
ودعا قائممقام القائم الجهات المختصة إلى "زيادة الدعم للقطاع الزراعي من خلال توفير المياه، وتقديم المستلزمات الزراعية الحديثة، ودعم آليات التسويق والتصدير"، مشدداً على "أهمية فتح أسواق جديدة وخلق بيئة اقتصادية تشجع المزارعين على التوسع في الزراعة".