آخر الأخبار

"الريشة التي لا تنحني".. عماد الخطاط وآخر سلالة الحرف الأصيل في الأنبار (صور)

شارك

شفق نيوز/ في زاوية منسية من مدينة الرمادي، وعلى مقربة من ذاكرة الأنبار العميقة، تأسس أول مكتب للخط العربي في المحافظة عام 1976، تحت اسم "عماد الخطاط"، لم يكن مجرد متجر لبيع اللوحات، بل محراباً للحروف، ومرتعاً لريشة تكتب بإيمان، لا تطلب تصفيقاً، بل تسعى لترك أثر لا يزول.

من هناك، انطلقت مسيرة عماد الخطاط، حاملاً الخط العربي على عاتقه كهوية وتراث، رافضاً أن يتحول الفن إلى سلعة تُقاس بعدد الدفاتر أو ثمن اللوحة، كان يؤمن بأن الخط العربي رسالة، واللوحة لغة روحية تتجاوز المعايير التجارية.

شيخ الخطاطين

عماد، شيخ الخطاطين في الأنبار، كان أول من التحق بجمعية الخطاطين العراقيين من محافظته، إلى جانب الخطاط سعد الجميلي من الفلوجة وخطاط آخر من حديثة.

وشكّل الثلاثة نواة لفن ظل مهمشاً لعقود، ورفعوا رايته في وجه الإهمال والنسيان، مؤمنين بأن الخط هو جزء من روح الأمة ونبضها الأصيل.

رغم مشاركاته العديدة في مهرجانات عالمية وعربية، من تركيا إلى الشارقة ودبي وعمان، لم ينل الجوائز، لا لقصور في فنه، بل لخلل في معايير التحكيم، كما يصرّ على التأكيد، فالجوائز، في نظره، لا تصنع فناناً، بل الصدق مع الريشة والحرف.

لوحاته لا تتكرر، فلكل عمل بصمته وحكايته الخاصة، ومن أبرزها "الحُلية"، التي مزج فيها بين خطوط الثلث، والإجازة، والجلي الديواني، والنسب، مطعّمة بصياغة روحانية وصلاة على النبي، لتخرج كأنها تسبيحة مكتوبة بحبر من روح.

ويقرُّ عماد، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، بأن أكثر ما يؤلمه اليوم ليس غياب الدعم، بل ما يسميه "المنتجة"، حين تُسرق أعمال الخطاطين ويُطمس توقيعهم، لتُعرض بأسماء مزيفة، بينما العمل هو ثمرة عرقهم وأيامهم.

ويستذكر بفخر أيامه في معمل الزجاج، حين كان يخط بأصابعه على أكواب الزجاج بماء الذهب، ويشرف على زخرفتها حتى تدخل الفرن وتخرج تحفاً فنية لا تقدر بثمن.

حين يمسك القلم، تسبقه يداه إلى الجلي الديواني، فالثلث، ثم الديواني، فالتعليق، وأخيراً الإجازة ويقول: "أذهب إلى الخط بلا وعي، كأن الخط هو الذي يقودني".

أما النصوص، فلا يختارها عبثاً، بل يحرص على أن تمثله وتلامس وجدان المتلقي، لأن اللوحة، حسب رأيه، إن لم تترك أثراً، لا تُعد فناً.

اليوم، يعمل بصمت على مشروعه الأهم: كتابة المصحف الشريف بخط يده، وفي زمن يكثر فيه المتكلفون ويقل فيه المخلصون، بقي عماد الخطاط وفياً لحبره وريشته، رافضاً بيع لوحاته لأنها، كما يقول: "جزء من روحي… وأغلى من أي ثمن".

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا