شفق نيوز/ كشف عدد من تجار الأسماك في كركوك، يوم الجمعة، عن ارتفاع كبير وغير مسبوق في أسعار سمك "الصبور"، وسط تراجع في كمياته الواردة من جنوب العراق، ما يهدد بارتفاع إضافي خلال الأيام المقبلة.
وقال التاجر في سوق السمك، سامي شهاب، لوكالة شفق نيوز، إن "سعر سمكة الصبور الواحدة وصل إلى أكثر من 150 ألف دينار (ما يعادل 100 دولار)، بسبب قلة المعروض وصعوبة الحصول عليها من موانئ البصرة، فالإنتاج المحلي شحيح ويكاد لا يغطي الطلب، خاصة في أسواق شمال البلاد".
وأضاف شهاب أن "السمكة التي يتراوح وزنها بين كيلوغرام إلى كيلوغرامين تُباع بسعر يتجاوز 200 ألف دينار عراقي، وقد بيعت أربع سمكات فقط بمبلغ 600 ألف دينار (500 دولار)"، مؤكداً أن "الشحنة التي تصل إلى سوق السمك في كركوك تُباع فوراً بسبب الإقبال الكبير عليها، إذ يُعد الصبور من الأنواع المطلوبة بشدة رغم ارتفاع سعره".
وأوضح أن "السبب الرئيسي في قلة وفرة الصبور يعود إلى تغيّر الأجواء المناخية واشتداد الرياح الشمالية الحارة، التي تدفع هذا النوع من الأسماك إلى الابتعاد عن السواحل".
من جهته، قال صياد الأسماك عباس علي، لوكالة شفق نيوز، إنه "سمك الصبور يتم صيده من مرسى النقعة في الفاو لكن الرياح انعكست سلباً علينا، ونأمل أن تتحسّن الأجواء وتعود الرطوبة، لأن الصبور لا يظهر بكثرة إلا في ظروف جوية معينة، ونحن في بداية الموسم، لذلك ننتظر تحسن الطقس لزيادة الوفرة".
وفي السياق، أوضح المختص في شؤون الأحياء البحرية، ليث الجابري في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "أسماك الصبور شديدة التأثر بالتغيرات المناخية، وخصوصاً تيارات الرياح ودرجات حرارة المياه"، مضيفاً أن "استمرار انخفاض وفرتها قد يشير إلى تراجع بيئي خطير في مصبات شط العرب والمياه الساحلية في الفاو، ما قد يؤدي إلى تهديد هذا النوع بالانقراض إن لم تُتخذ إجراءات لحمايته وتنظيم الصيد".
ويُعد الصبور من أشهر أنواع الأسماك العراقية الموسمية، ويُقبل عليه المستهلكون بكثرة نظراً لمذاقه المميز، ما يجعله هدفاً للتجار رغمارتفاعأسعاره.