شفق نيوز/ بعد استقرار سعر الدولار امام الدينار العراقي في الاسواق المحلية او ما يعرف "بالسوق الموازي" لفترة طويلة بتسجيله 1500 دينار، بدأت العملة الامريكية فصلا جديدا من النزول التدريجي ما بين خمسة الى ستة الاف دينار لكل ورقة فئة 100 دولار، وهو ما أثار حيرة الخبراء والمراقبين للشأن الاقتصادي.
انخفاض الطلب على الدولار
وبهذا الصدد قال مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية مظهر محمد صالح، لوكالة شفق نيوز، ان "انحسار الطلب على الدولار النقدي بسبب ارتفاع استخدام بطاقات الدفع الالكتروني واعتماد قطاع المسافرين عليها بشكل كبير، وهو احد الاسباب في نزول الدولار".
واضاف ان "مرونة تمويل التجارة الخارجية للقطاع الخاص عن طريق مراسلة المصارف الوطنية وبسعر الصرف الرسمي البالغ 1320 دينارا لكل دولار وما يتاح لهم من دولار وعملات اجنبية كافية بشكل منتظم بعد ازالة منصة الدفع السابقة وانتهاء أعمالها في اعتماد الآليات الجديدة للبنك المركزي بهذا الشأن من امتثال وحوكمة مصرفية عالية، هو سبب آخر في تراجع الدولار".
واكد ان "هذه العوامل مجتمعة ساعدت على انخفاض الطلب على الدولار النقدي من السوق الثانوية او الموازية ولمصلحة بدائل الدفع الرسمية الأقل كلفة والأوسع مرونة".
بدوره قال الخبير المالي والمدير السابق في البنك المركزي محمود داغر، أنه "من المبكر القول إن الانخفاض ناتج عن أداء أفضل للوضع النقدي والسياسة النقدية في العراق"، مؤكدا خلال حديثه للوكالة، أنه "تاثر انعكاس لما يجري من عمليات تقلب نتيجة الحرب التجارية التي فرضها ترامب مع العالم ونتيجة انخفاض قوة الدولار عالميا ".
أحداث المنطقة تلقي بظلالها
أما الخبير الاقتصادي هلال الطعان فقد بين، أنه "ضمن سياسات البنك المركزي العراقي الحفاظ على سعر صرف العملة الوطنية (الدينار العراقي) مقابل الدولار الامريكي لذلك قام البنك بالعديد من الإجراءات ضمن السياسة النقدية، وقد أدت تلك الإجراءات إلى خفض سعر صرف الدولار الأمريكي بشكل تدريجي للمحافظة على استقرار الاسعار لجميع المواد في السوق المحلية".
وأشار في حديثه لوكالة شفق نيوز، الى "مخاوف من عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومنطقتنا بشكل خاص، وقد تؤدي تلك الاوضاع الى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مرة أخرى".
من جهته أكد الخبير المالي والمصرفي مصطفى حنتوش في حديث للوكالة، أن "هناك أسباب داخلية وخارجية أثرت على تراجع الدولار في السوق الثانوية منها مفاوضات أمريكا وإيران مما يمهد لمرحلة من انخفاض الطلب على الدولار لأغراض التجارة مع إيران".
واضاف ان "تعزيز (ماستر كارت) بمبلغ (5000$) يستخدم من قبل صغار التجار في الدفع، كان سببا آخر في نزول الدولار"، منوها الى ان "القرار بدفع دولار (كاش مباشر) لجميع حجاج بيت الله الحرام (جوا وبرا) أعطى انطباعا ايجابيا عن موقف كاش الدولار في العراق".
وتراجعت أسعار الدولار خلال الأسابيع الماضية بشكل تدريجي لتسجل هذا اليوم 142 ألف دينار مقابل 100 دولار، ومع تصاعد الأزمات الاقتصادية في عدد من دول العالم، وتزايد القيود الجمركية وتراجع حركة التجارة العالمية، انعكست هذه الاضطرابات على الأسواق العراقية، حيث أدى ضعف الطلب العالمي إلى تراجع الحاجة للدولار في عمليات الاستيراد، ما ساهم بشكل مباشر في انخفاض سعره محلياً.