فائز جواد.. صانع التراث البابلي وأيقونة "الدوندرمة" منذ أكثر من نصف قرن (صور)

منذ

مصدر الصورة

شفق نيوز/ من قلب مدينة الحلة، وتحديداً من الحي الصناعي، يواصل الحاج فائز جواد راضي، المعروف بـ"أبو أحمد"، رحلته الطويلة في حفظ التراث العراقي وصناعة المثلجات والحلويات التقليدية، وهي مهنة بدأها منذ كان في الـ11 من عمره العام 1971، وما زال متمسكًا بها رغم تقلبات الزمن.

ينتمي فائز لعائلة عريقة من أوائل النفوس في العراق، حيث يحمل والده –الراحل جواد راضي– سجل النفوس رقم 1 صحيفة 148. وعلى الرغم من أن والده لم يكن يقرأ أو يكتب، فإنه كان يتحدث أربع لغات بطلاقة، ما جعله شخصية مميزة ومعروفة في زمنه.

وقد تم تكريم جواد راضي بتجسيد تمثال له داخل المتحف البغدادي في شارع النهر بالعاصمة بغداد، حيث يظهر واقفًا يبيع "العنبر ورد"، وهي مهنة تراثية تعود لذاكرة البغداديين.

أما فائز، فقد اشتهر بصناعة "الدوندرمة" و"آيس كريم"، باستخدام وصفات تراثية تعتمد على الحليب، الثعلبية، الفانيلا، العطر، والثلج الطبيعي المحفوظ في أوانٍ نحاسية. هذه الوصفات لم تكن مجرد طعام، بل جزء من ذاكرة المكان والزمان.

وعلى مدى سنوات، شارك فائز في 11 مهرجانًا تراثيًا، استقطب خلالها اهتمام وزراء الثقافة والصناعة ومسؤولين حكوميين، إلى جانب المهتمين بالتراث الشعبي. كما عمل سابقًا في تربية بابل قبل أن يُحال إلى التقاعد، دون أن يتقاعد قلبه عن حب المهنة.

يقول فائز: "مهنتي ليست فقط مصدر رزق، بل هي حب لتراثنا وهويتنا. أعمل لأُبقي الذاكرة حيّة، ولأوصل الرسالة للأجيال القادمة".