آخر الأخبار

"العباءة الزينبية".. أسرار عقائدية وتراث عراقي أصيل (صور)

شارك

شفق نيوز/ تُعد العباءة النسائية "الزينبية" واحدة من أبرز مظاهر الأزياء الجميلة والعريقة في العراق، حيث حرصت النساء منذ زمن بعيد على ارتدائها لما تحمله من معانٍ عقائدية راسخة في الوجدان.

وبرز في أسواق بيع العباءات النسوية العديد ممن امتهنوا هذه الحرفة عبر عقود طويلة، حتى أن بعضهم ورثها أباً عن جد، خصوصاً في منطقة الكاظمية بجانب الكرخ من العاصمة بغداد.

ويُعد الحاج عبد الرزاق، المعروف بلقب "أبي ذر"، أحد أقدم باعة العباءة النسوية بمختلف أنواعها في الكاظمية، وما يزال يواصل عمله رغم التحولات الاجتماعية الكبيرة التي طرأت على الحياة العامة في العراق.

أنواع العباءات وتباين أسعارها

ويوضح الحاج عبد الرزاق، أن هناك عدة أنواع من أقمشة العباءات النسوية، من أبرزها "عباءة الجرجيت"، وهي من أفخم وأرقى أنواع الأقمشة، إضافة إلى نوعية أخرى تُعرف بـ"الخافيار"، وهي ذات جودة متوسطة، بالإضافة إلى عباءة الحرير.

ويضيف في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "كل نوعية من هذه الأقمشة تتفاوت بجودتها ودرجاتها"، مشيراً إلى "وجود درجات أولى وثانية وثالثة لكل نوع".

كما يؤكد عبد الرزاق، أن "عباءة الجرجيت الياباني من الدرجة الأولى تتفرع إلى درجات مختلفة حسب اللون والوزن".

وبحسب الحاج عبد الرزاق، فإن أسعار العباءات تختلف بحسب نوع القماش وجودته، إذ يبلغ سعر "عباءة الجرجيت" الصادرة عن إحدى الشركات العراقية المعروفة نحو 200 ألف دينار، فيما تتراوح أسعار العباءة التي تُصنَّع أقمشتها في شركات أخرى، وتعرف باسم "أم العلمين"، بين 100 إلى 125 ألف دينار.

ويشير إلى أن "هناك أنواعاً أخرى من الأقمشة تصل إلى العراق من بلدان عديدة مثل كوريا الجنوبية، فيتنام، إندونيسيا، والصين، غير أنها لا تضاهي جودة القماش الياباني".

تاريخ العباءة

وتعود أصول العباءة النسائية إلى أكثر من أربعة آلاف عام، وقد انتشرت بين النساء مع بزوغ فجر الإسلام حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هوية المرأة.

ويذكر المؤرخ والرحالة ياقوت الحموي، في كتابه "معجم البلدان" أن النساء كنّ يرتدين العباءات قديماً باللون الأبيض، الذي كان سائداً لفترات طويلة، إلا أنه وبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء سنة 61 للهجرة، تحول اللون الأبيض إلى الأسود، الذي ما زال سائداً حتى يومنا هذا، حيث ترتدي معظم النساء العراقيات العباءة السوداء.

وكان هناك نمط واحد فقط للعباءة العراقية التقليدية الخاصة بالنساء، وهو نمط يتميز بموديل واضح وفصال معروف، كما يؤكد الحاج عبد الرزاق.

ويشير إلى أن العباءة النسوية حتى عام 2003 كانت تقتصر على الشكل العراقي التقليدي المعروف باسم "العباءة الزينبية"، وهي طويلة تغطي كامل الجسد بما في ذلك الذراعين واليدين.

تعدد الأنواع

ويتابع قائلاً: "بعد عام 2003، وبحكم انفتاح العراق على دول الجوار، بدأت تظهر أنماط عديدة من العباءات مثل العباءة الإيرانية، اللبنانية، والبحرينية، والتي تختلف عن العباءة العراقية من حيث الأقمشة والموديلات".

ويلفت الحاج عبد الرزاق، إلى أنه "رغم تعدد الأنواع وانتشار العباءات المستوردة في الأسواق المحلية، إلا أن العباءة العراقية احتفظت بمكانتها المتميزة، وما تزال تتصدر قائمة المبيعات، بفضل حرص العديد من النساء العراقيات على التمسك بها وتفضيلها على المستورد".

وفي متجره، يعرض الحاج عبد الرزاق أنواعاً مختلفة من العباءات أمام الزبائن الذين يختارون منها حسب ذوقهم الشخصي، مؤكداً أن غالبية العائلات العراقية تفضل اقتناء العباءة العراقية "الزينبية" التي تمثل رمزاً عقائدياً وتراثياً عريقاً.

ويشير كذلك إلى أن بعض النساء الشابات بدأن يبحثن عن عباءات ذات موديلات حديثة ومختلفة عن العباءة العراقية التقليدية، غير أن هذه الفئة قليلة جداً، إذ يبقى الطلب على العباءة العراقية التقليدية متفوقاً على العباءات المستوردة حتى اليوم.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل نتنياهو أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا