شفق نيوز/ رغم بلوغه الـ67 عاماً، لا يزال العم حكيم، يتجول يومياً في شوارع مدينة الحلة بسيارته نوع "كيا"، حاملاً معه القير والزفت، وأداة العمل الخاصة به "كرك"، ليعالج التخسفات والحفر التي تؤذي أصحاب السيارات، ويقوم بذلك تطوعاً دون أي مقابل، منذ أكثر من 12 عاماً.
يقول العم حكيم لوكالة شفق نيوز: أعتبر عملي صدقة جارية ورحمة إلي ولوالديّ، فلا أملك أي راتب، باستثناء راتب الرعاية الاجتماعية البالغ 172 ألف دينار، وهو لا يكفي لأسبوع واحد، لكن أشتغل حتى أخدم الناس، ولم أترك علمي رغم كبر سني ووضعي الصعب".
ويحصل العم حكيم، الذي رافقته كاميرا شفق نيوز لتوثيق عمله، على المواد من أصحاب المعامل ويساعده رجال المرور، الذين يدعمون جهوده، بينما يعيش في بيت صغير مع ثلاثة أبناء، وينام في المطبخ لعدم توفر مكان، ورغم كل ذلك، لم يتوقف عن خدمة الناس.
ويقول العم حكيم متسائلاً: "هل الحكومة لا تمتلك إمكانية إكساء الشوارع؟"، متابعاً "أنا أشتغل بالإمكانيات البسيطة، والناس الطيبين يساعدوني".
وقبل أكثر من سنة، التقى العم حكيم، مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي أمر بمنحه قطعة أرض، لكن القرار بقي حبراً على ورق، حسب قوله.
ويكمل العم حكيم: "مر عام و4 شهور على القرار، ولحغاية الآن لم يحدث شيء بشأن قطعة الأرض، أريد أن أعيش بكرامة، وليس بعد موتي يصنون تمثال لي".
ويرحب الناس بعمله، فيما يستمر هو بصمت وتعب، مؤمنًا أن خير الناس من نفع الناس، وأن الطريق الذي يسير فيه، هو طريق خدمة حسينية.
وفي نداءه الأخير يقول العم حكيم: "ساعدوني وأنا حي.. لا أريد تمثالاً، أريد أرضاً أعيش فيها، وراتباً أعيش منه".