شفق نيوز/ أثار لقاء رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" قائد جبهة تحرير الشام (سابقاً)، جدلاً واسعاً خاصة وأن الأخير عليه مذكرة قبض عراقية عندما كان في تنظيم القاعدة خلال وجوده في العراق.
لكن الخبير القانوني، محمد جمعة، أوضح لوكالة شفق نيوز، أن "الشرع حالياً بحكم رئيس دولة، وبموجب القوانين العراقية والدولية، فإن رؤساء الجمهورية لهم حصانة، لذلك لا يمكن للعراق محاسبة أي رئيس جمهورية عن أي جريمة كانت بموجب هذه الحصانة، وبالتالي أي قضية سابقة على الشرع هي ساقطة بموجب القانون لحصانته ولا يمكن محاسبته عليها".
وأكد جمعة، أن "لقاء السوداني بالشرع ليس فيه إشكال قانوني، وإن كان الأخير مطلوباً للقضاء العراقي، لكنه حالياً رئيس جمهورية، ومن حق السوداني اللقاء بأي رئيس جمهورية إن كان ذلك فيه مصلحة للعراق".
ومساء أمس الخميس، أعلنت الرئاسة السورية، أن الشرع ناقش مع السوداني في العاصمة القطرية الدوحة وبوساطة من أمير الدولة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ملف أمن الحدود المشتركة، والاتفاق على تعزيز التنسيق الميداني والاستخباراتي.
وكان مصدر مطلع، أفاد لوكالة شفق نيوز، أمس الخميس، بأن السوداني، أجرى زيارة سريعة إلى قطر، التقى خلالها بأمير الدولة، والشرع، منوّهاً إلى أن هذا اللقاء الثلاثي عقد الثلاثاء الماضي.
ويعد هذا أول لقاء يجمع السوداني والشرع، بعد أن التقى الأخير، قيادات عراقية عديدة، خلال الفترة الماضية.
ويأتي هذا اللقاء بعد يوم واحد من إعلان السوداني، أن "الشرع مرحب به في حضور القمة العربية في بغداد، وقد وجهت له دعوة رسمية بهذا الصدد".
ومن المقرر أن تعقد القمة العربية في بغداد يوم 17 آيار/مايو 2025، وفق ما أعلنه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في شهر آذار/مارس الماضي.
جدير بالذكر أن الشرع خلال وجوده في العراق عندما كان في تنظيم القاعدة، "تم اعتقاله من الجانب الأمريكي بين عامي 2007 -2008، لكن بعدها تم الإفراج عنه من قبل الأمريكيين أنفسهم، ولم يكن للجانب العراقي أي علاقة، كما لم يصدر عليه أي حكم من القضاء العراقي في وقتها"، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لوكالة شفق نيوز في وقت سابق.
وبينت المصادر: "لكن بعد اعتراف معتقلين بتهم إرهابية مختلفة على الجولاني، تم إصدار مذكرة قبض لاحقة بحقه قبل سنوات، من دون حكم قضائي".
من جهته، نفى الشرع، في تصريح سابق، أن يكون قد شارك سابقاً في المعارك بالعراق عندما انحرفت نحو الطائفية، مؤكداً أن "هيئة تحرير الشام" التي يتزعمها قطعت علاقتها بتنظيم القاعدة.
وأوضح الشرع، أنه يعمل حالياً وفقاً للمصالح السورية العليا، مردفاً: "لا علاقة لنا حالياً بأي تنظيمات أو جهات خارجية".
يشار إلى أن "هيئة تحرير الشام" التي عرفت سابقاً بجبهة النصرة كانت أعلنت انفصالها نهائياً عن القاعدة عام 2016، منذ ذلك الحين عمدت إلى تليين سياستها وتصرفاتها في إدلب، حيث كان لها الانتشار الأكبر والسلطة الأوسع.
يذكر أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، أعلنت من دمشق، إلغاء المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقال أحمد الشرع.
وأحمد الشرع المعروف باسم "أبو محمد الجولاني" هو قائد العمليات العسكرية بالمعارضة السورية المسلحة التي تمكنت في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري من إسقاط نظام بشار الأسد، بعد دخول قواتها المسلحة إلى دمشق وهروب الأسد إلى روسيا التي منحته اللجوء مع عائلته.